سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٧٩
لأنفسهم. فقال: لعمري، لو طاوعتني لأمرت بذلك (1).
قال الزبير بن بكار: حدثنا ابن مسكين، ومحمد بن مسلمة، قالا:
سمعنا مالكا يذكر دخوله على المنصور، وقوله في انتساخ كتبه، وحمل الناس عليها، فقلت: قد رسخ في قلوب أهل كل بلد ما اعتقدوه وعملوا به، ورد العامة عن مثل هذا عسير.
قال الواقدي: كان مالك يجلس في منزله على ضجاع ونمارق مطروحة يمنة ويسرة في سائر البيت لمن يأتي، وكان مجلسه مجلس وقار وحلم، وكان مهيبا، نبيلا، ليس في مجلسه شئ من المراء واللغط، وكان الغرباء يسألونه عن الحديث بعد الحديث، وربما أذن لبعضهم، فقرأ عليه، وكان له كاتب يقال له: حبيب. قد نسخ كتبه، ويقرأ للجماعة، فإذا أخطأ فتح عليه مالك، وكان ذلك قليلا (2).
أبو زرعة: حدثنا أبو مسهر، قال لي مالك: قال لي أبو جعفر: يا أبا عبد الله، ذهب الناس، لم يبق غيري وغيرك.
ابن وهب، عن مالك: دخلت على أبي جعفر، فرأيت غير واحد من بني هاشم يقبلون يده، وعوفيت، فلم أقبل له يدا (3).
المحنة قال محمد بن جرير: كان مالك قد ضرب بالسياط، واختلف في سبب ذلك، فحدثني العباس بن الوليد، حدثنا ابن ذكوان، عن مروان

(1) " ترتيب المدارك " 1 / 192، 193.
(2) " ترتيب المدارك " 1 / 153، و " الانتقاء " ص 41، و " الديباج المذهب " 1 / 108.
(3) " ترتيب المدارك " 1 / 208.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»