سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٧٤
وابن اللبون إذا ما لز في قرن * لم يستطع صولة البزل القناعيس (1) ثم قال يونس: سمعت الشافعي يقول: مالك وابن عيينة القرينان، ولولا مالك وابن عيينة، لذهب علم الحجاز.
وهب بن جرير وغيره، عن شعبة، قال: قدمت المدينة بعد موت نافع بسنة، ولمالك بن أنس حلقة.
وقال حماد بن زيد: حدثنا أيوب قال: لقد كان لمالك حلقة في حياة نافع.
وقال أشهب: سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن مالك، وابن الماجشون، فرفع مالكا، وقال: ما اعتدلا في العلم قط.
ابن المديني: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أخبرني وهيب وكان من أبصر الناس بالحديث والرجال أنه قدم المدينة، قال: فلم أر أحدا إلا تعرف وتنكر إلا مالكا، ويحيى بن سعيد الأنصاري (2).
قال عبد الرحمن: لا أقدم على مالك في صحة الحديث أحدا.
وقال ابن لهيعة: قلت لأبي الأسود: من للرأي بعد ربيعة بالمدينة؟
قال: الغلام الأصبحي (3).

(1) ابن اللبون: ما أوفى على ثلاث سنين، لز: ربط. القرن: الحبل الذي يشد به البعيران ونحوهما فيقرنان معا، والبزل: جمع بازل: البعير الذي دخل في السنة التاسعة، والقناعيس:
جمع قنعاس: الجمل العظيم الجسم، الشديد القوة، قال البغدادي: ضربه مثلا لمن يعارضه ويهاجيه، يقول: من رام إدراكي كان بمنزلة ابن اللبون إذا قرن في قرن مع البازل القنعاس، إن صال عليه لم يقدر على دفع صولته ومقاومته، وإن رام النهوض معه قصر عن عدوته.
(2) مقدمة " الجرح والتعديل " 1 / 13 و 14.
(3) " ترتيب المدارك " 1 / 129.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»