سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٦
موسى بن عبيدة، عن يعقوب بن زيد، قال: كان عمر يستشير ابن عباس في الامر إذا أهمه، ويقول: غص غواص.
أبو يحيى الحماني: حدثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، قال عمر: لا يلومني أحد على حب ابن عباس.
وعن مجالد، عن الشعبي قال: قال ابن عباس: قال لي أبي: يا بني! إن عمر يدنيك، فاحفظ عني ثلاثا: لا تفشين له سرا، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا يجربن عليك كذبا (1).
ابن علية: حدثنا أيوب، عن عكرمة: أن عليا حرق ناسا ارتدوا عن الاسلام، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لم أكن لأحرقهم أنا بالنار، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تعذبوا بعذاب الله " وكنت قاتلهم لقوله صلى الله عليه وسلم: " من بدل دينه، فاقتلوه " فبلغ ذلك عليا، فقال: ويح ابن أم الفضل، إنه لغواص على الهنات (2).

(١) " الحلية " ١ / ٣١٨، " ونسب قريش ": ٣٦، و " أنساب الأشراف " ٣ / ٥١، و و " الطبراني " (١٠٦٩)، والفسوي ١ / ٥٣٣، ٥٣٤، وفي مجالد كلام، وباقي رجاله ثقات وانظر " المجمع " ٤ / ٢٢١.
(٢) إسناده صحيح وهو في " تاريخ الفسوي " ١ / ٥١٦ من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة.. -، وأخرجه البخاري ٦ / ١٠٦ في الجهاد: باب لا يعذب بعذاب الله، و 12 / 237 في استتابة المرتدين: باب حكم المرتد والمرتدة، والنسائي 7 / 104 في تحريم الدم: باب الحكم في المرتد، من طرق عن أيوب، عن عكرمة. -. دون قوله: " فبلغ ذلك... " وأخرجه أبو داود (4351) في أول الحدود، والحاكم 3 / 538، 539، وفيه " فبلغ ذلك عليا، فقال: ويح ابن عباس "، قال الخطابي: قوله " ويح ابن عباس ": لفظه لفظ الدعاء عليه، ومعناه المدح له، والاعجاب بقوله، وهذا كقول الرسول صلى الله عليه وسلم في أبي بصير: " ويل أمه مسعر حرب " وكقول عمر رضي الله عنه حين أعجبه قول الوادعي في تفضيل سهمان الخيل على المقاريف: " هبلت الوادعي أمه لقد أذكرت به " يريد: ما أعلمه، أو ما أصوب رأيه، ولفظ الترمذي (1458) في الحدود: " فبلغ ذلك عليا، فقال:
صدق ابن عباس " ولفظ البلاذري 3 / 35: " فبلغ ذلك عليا، فقال: لله در ابن عباس ".
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»