سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٨
محمد بن أبي بن كعب، سمع أباه يقول - وكان عنده ابن عباس، فقام - فقال: هذا يكون حبر هذه الأمة، أرى عقلا وفهما. وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفقهه في الدين.
وعن عكرمة: سمعت معاوية يقول لي: مولاك والله أفقه من مات ومن عاش.
ويروى عن عائشة قالت: أعلم من بقي بالحج ابن عباس (1).
قلت: وقد كان يرى متعة الحج حتما (2).
قرأت على إسماعيل بن عبد الرحمن، أخبركم عبد الله بن أحمد الفقيه سنة سبع عشرة وست مئة، أخبرنا محمد بن عبدا لباقي، أخبرنا علي ابن محمد بن محمد الأنباري، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد، أخبرنا أحمد بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن علي بن بذيمة (3)، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس، قال:
قدم على عمر رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال: يا أمير المؤمنين، قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا. فقلت: والله ما أحب أن يسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة. قال: فزبرني عمر، ثم قال: مه.
فانطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا، فقلت: قد كنت نزلت من هذا بمنزلة، ولا أراني إلا قد سقطت من نفسه، فاضطجعت على فراشي، حتى عادني نسوة أهلي وما بي وجع، فبينا أنا على ذلك، قيل لي: أجب أمير

(1) انظر " تاريخ الفسوي " 1 / 495، و " ابن سعد " 2 / 369.
(2) أي: أن يحرم قاصد الحج من الميقات بنية العمرة، فإذا فرغ منها تحلل من إحرامه، وبقي متحللا إلى اليوم الثامن من ذي الحجة، ثم يحرم في اليوم الثامن بينة الحج. انظر " زاد المعاد " 2 / 178 وما بعدها.
(3) بذيمة: بفتح الباء، وكسر الذال، وقد تصحف في المطبوع إلى " نديمة ".
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»