الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٨٠
وليس هذا الإخلال هنا من أجل إضافة كلمة " قرنه " كما لا يخفى على الناظر فيه. وإنما نبهت إلى هذا لئلا يظن قارئ أن الإخلال من قبيل الخطأ المطبعي.
3 " - والذهبي متابع للمزي في رموزه غالبا، دون استدراك عليه فيما يقصر فيه.
ففي ترجمة أبان بن يزيد العطار رمز المزي: خ م..، وتبعه المصنف والحافظ في كتابيه، لكنه في " فتح الباري " و " مقدمته " حقق أن البخاري علق لأبان تعليقا وليس مسندا، فصواب رمزه: خت م..، ذكرت هذا في التعليق على الترجمة، وفاتني أن أؤيد تحقيق الحافظ هذا بأن الكلاباذي والباجي لم يترجما في كتابيهما لأبان هذا، ولو كان ممن روى له البخاري مسندا لترجماه، أما من يعلق له تعليقا: فقد قال الحافظ في " الفتح " 4: 399 تحت باب التجارة في البحر، من كتاب البيوع: " إن الذين أفردوا رجال البخاري كالكلاباذي لم يذكروا فيهم - مطرا - الوارق، لأنهم لم يستوعبوا من علق لهم ".
ورمز المزي لبسر المازني رضي الله عنه: م، وتبعه المصنف، مع أنه ليس له رواية ولا ذكر في " صحيح مسلم " إلا أن ابنه عبد الله قال: نزل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي، لذا نقل السبط ابن العجمي تعقب شيخه العراقي على المزي في " النكت على ابن الصلاح ".
ولا أطيل في الأمثلة، فانظر: 204، 848، 2122، 2147، 2430.
ومن مظاهر متابعته لشيخه: أن المزي يترجم الرجل ويقول: قيل روى عنه - أو: له - النسائي، أو أبو داود، أو غيرهما، ويصرح بأنه لم يقف على ذلك، ولا يرمز له.
فيتابعه الذهبي في ذلك: في الترجمة، وفي تضعيف القول بأن المترجم مروي له في الكتاب المسمى، وفي عدم الرمز.
ومن الأمثلة على هذه الظاهرة هذه التراجم: 280، 284، 302، 1109، عند 5209.
4 " - وإنما قلت: الذهبي متابع للمزي في رموزه غالبا: لأني رأيت له بعض تراجم خالفه في رموزها، وكان فيها دقيقا، وفي بعضها نشأت مخالفته عن تحريف، والسبب في بعضها الآخر أن نسخته من " تهذيب الكمال " أخذها في وقت مبكر عن نسخة شيخه المزي، فكأنه ما كان يستدرك إلحاقاته وتصحيحاته المتأخرة، إذ أن المزي عاش ثلاثين سنة بعد فراغه من " التهذيب ".
فمثال الحال الأولى: ترجم المزي لسليمان بن قرم 12: 51 ورمز له: خت م د ت س، فجعلها الذهبي: خت م تبعا د س، فأفاد فائدتين: أفاد أن مسلما روى له متابعة، وأفاد أن الترمذي لم يرو له.
وكأن نسخة الذهبي من " سنن الترمذي " ليس فيها حديث سليمان هذا، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن جابر مرفوعا: " مفتاح الجنة الصلاة، ومفتاح الصلاة الوضوء "، وهو الحديث الرابع من " سننن الترمذي "، وقد قال المزي نفسه في " تحفة الأشراف " 2: 716 (2576): " ليس في السماع، ولم يذكره أبو القاسم " أي: ابن عساكر في " أطرافه ".
والظاهر أن تنبه الذهبي لهذا جاء متأخرا قليلا، فإنه في " تذهيب التهذيب " 2: 131 / ب تابع المزي
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست