الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٧٦
ابن عدي بذلك في " الكامل " 3: 1133، مع ما تراه من جعله القول في الرجل هنا وفي " الميزان " 2 (3438)، ولفظه: " منكر الحديث ". وانظر التعليق هناك.
وقال في ترجمة زيد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب: " ولي القضاء لعمر بن عبد العزيز "، ونبهت في التعليق إلى أن الذي تولى القضاء لعمر هو زيد بن عبد الكبير بن عبد الحميد، كما قاله ابن أبي حاتم.
ومما يلحق بهذا الأمر الرابع: تسامحه في نقل ألفاظ الجرح والتعديل بكلمات غير محددة تماما. مثال ذلك من ألفاظ الجرح ما تقدم قبل قليل، حين عبر عن قول ابن معين " ليس بشئ " بقوله: فيه لين!.
ومثال ذلك من ألفاظ التعديل: قوله في ترجمة إبراهيم بن طهمان: " وثقه أحمد وأبو حاتم "، مع أن لفظ أبي حاتم: " صدوق حسن الحديث ".
وهذا يقع كثيرا في كتب الرجال وغيرها، يقولون: ضعفه فلان وفلان، ويكون في بعض ألفاظ التضعيف: التليين أو الجرح الشديد، ويقولون: وثقه فلان وفلان، ويكون فيها ما دون ذلك. فلا بد من التبين بمراجعة الأصول. وانظر صفحة 33.
خامسها: هل كان الذهبي رحمه الله من المتشددين في أحكامه هنا أولا؟.
والجواب: أن الذي خبرته من أمر هذا الإمام براءته من نزعة التشدد أو التساهل، وما عرفت عنه إلا الاعتدال في أحكامه على الرواة، وما يراه الباحث في كتبه من توثيق لفلان، والصواب خلافه، أو من تضعيف والصواب غيره: فإنما مرده إلى الواقع الذي إنتهجه في كل كتاب، وليس مرده إلى أنه متشدد أو متساهل.
وأوضح من هذا: أن التوثيق الذي نجده في " الكاشف " مثلا، ونجد خلافه في كلامه أو كلام غيره:
ليس سبب هذا التوثيق كونه متساهلا.
والجرح الذي نجده في " الميزان "، وقد نرى خلافه في كلام غيره، ليس مرده إلى أن الذهبي في " الميزان " من المتعنتين، إنما سبب هذا وذاك - في الغالب - الطريقة التي سلكها وهو يصنف كل واحد منهما، وما سوى الغالب فمما لا يخلو عنه الطبع البشري الضعيف، وكفاه نبلا أن تعد أوهامه. رحمه الله تعالى.
وأضرب مثلا من اختلاف أحكامه غير الأمثلة المتقدمة:
قال في " الكاشف ": " صدقة بن أبي عمران، عن قيس بن مسلم..، لين ". مع أنه قال في " الميزان " 2 (3873): " [صح] صدقة بن أبي عمران، م ق، الكوفي قاضي الأهواز..، صدوق، وقال أبو حاتم - 4 (1897) -: (صدوق) شيخ صالح، ليس بذاك المشهور، وقال أبو داود عن ابن معين: ليس بشئ "، ثم أسند حديثه الذي في " صحيح مسلم "، وقال: " هذا من غراب مسلم ".
فتراه رمز أول الترجمة بكلمة [صح] وهي علامة منه " على أن العمل على توثيق الرجل "، كما نقل هذا
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست