الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٨٤
6 - النسخة الأصل وسماعاتها كان من تيسير الله تعالى ومنه على عبده أني حظيت بصورة عن نسخة المصنف من هذا " الكاشف "، وأدخل عليها تعديلات وإضافات وحواشي - وقد رأينا قبل أسطر فائدة ذلك - وناولها بيده الكريمة عددا من أصحابه الأئمة العلماء.
1 " - وهو خط جميل واضح، ويعايش قارئه المشتغل به روح الإمام الذهبي رحمه الله من كثرة ما فيه من الضبط وعلامات التقييد، مما يدل ناظره على تنبه المصنف إلى حاجة القارئ لأمر ما، فيسعفه بإفادته وإلحاقه وضبطه هناك.
2 " - ويعايش الناظر في هذا الأصل المصنف وهو مع أصحابه قارئي كتابه عليه، فإذا وصلت هذه المجموعة هنا كتب المصنف: بلغ، وتزيد عليها قليلا في القراءة مجموعة ثانية، فنجد بعد البلاغ الأول:
بلغ، مرة ثانية، وهكذا ثالثة ورابعة، يقدر فيها الناظر تفاوت المقدار المقروء في كل مجلس.
3 " - وكما يلحظ الناظر تفاوت المقدار المقروء بين كل مجموعة، يلحظ أيضا التفاوت في الفائدة، فاستدراك ترجمة، أو فائدة، أو إحالة، أو رمز، كل هذا يدل على تنبه المصنف أو تنبيه التلميذ القارئ لشيخه أن هذا الموطن يستدعي إثبات هذه الفائدة. وهكذا تكون المعايشة.
4 " - ويسترعي الناظر إكثار الذهبي رحمه الله من الضبط، فهو يضبط ما يحتاج إليه، وما له بعض الحاجة، وما لا حاجة إلى ضبطه، ويضبط المختلف فيه بوجهين.
وليس غريبا أن يضبط ما يحتاج إليه، لكن الغريب ضبط ما لا يحتاج إليه أبدا، مثل ضم ميم:
موسى، ومسلم، وسين: سويد، وهاء: هريرة، وتشديد العين من: ضعفوه، والياء من: أيوب وبقية. وهذا شأن من يكثر من الضبط دائما.
وقد يضبط الحرف لإزالة اللبس وسلامة القارئ من التصحيف، مثل إسكان الميم من: عمرو (1)، لئلا يشتبه بعمر، وإسكان العين من: سعد، فلا يشتبه بسعيد، وإسكان السين من: مسلم، لئلا يظن أنه: سلم.
وقد يضبط لقطع احتمال سقط في الكلام، كما فعل في: إبراهيم بن عبد الله بن عبد القاري.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست