الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٧٢
والأمر - كما قال شيخنا في تعليقاته على " الرفع والتكميل " ص 391، وعلى " قواعد في علوم الحديث ".
ص 257 - " يستحق أن يوليه بعض الباحثين الأفاضل تتبعا خاصا، رجاء أن يتوصل به إلى تقعيد قاعدة مستقرة تحدد مراد البخاري من تعبيره المختلفة ".
* * * هذا، ولم يبق إلا أربع كلمات يستعملها الذهبي كثيرا في كتبه عامة، ومنها: " الكاشف "، وليست من كلمات الجرح ولا التعديل، وهي: متأله أو يتأله، وجلد، وممدح، وبس.
1 " - أما متأله أو يتأله: فيذكرها الذهبي رحمه الله في سياق تنويهه بعبادة الرجل وإشادته بتوجهه إلى الله تعالى بالكلية. كقوله في رباح بن زيد الصنعاني: " ثقة، زاهد، متأله ".
قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في " المقصد الأسنى في معاني أسماء الله الحسنى " ص 62 بعد ما شرح اسم (الله): " تنبيه: ينبغي أن يكون حظ العبد من هذا الاسم: التأله، وأعني به: أن يكون مستغرق القلب والهمة بالله عز وجل، لا يرى غيره، ولا يلتفت إلى سواه، ولا يرجو ولا يخاف إلا إياه ". وفي " القاموس المحيط ": " التأله: التنسك والتعبد، والتأليه: التعبيد ".
وهذه الكلمة نادرة الورود على لسان المحدثين، ولم أرها في كلامهم إلا مرة واحدة، جاءت في كلام الإمام أبي زرعة الرازي رحمه الله، رأيتها في " أسئلة البرذعي لأبي زرعة " 2: 367، قالها في عبد الكريم الجرجاني.
2 " - وأما جلد: فيستعملها غالبا مع الرافضي الشيعي، وهي للدلالة على تمكنه وتشدده في مذهبه وفي " القاموس ": " الجلد:... الشدة والقوة، وهو جلد، وجليد، من أجلاد وجلداء، وجلاد، وجلد ".
ويستعمل المصنف بهذا المعنى والسياق كلمة أخرى، لا سيما في كتاب " الميزان " فيقول مثلا: فلان من عتق الشيعة، يريد من المتشددين فيهم، لأن العتيق هو القديم، ومن قدم في أمر تمكن فيه وقوي.
3 " - وأما ممدح: فيقولها فيمن كان كثير المكارم والسماحة والجود، فكثر مدح الناس له. وفي " القاموس ": الممدح: " الممدوح جدا ". وممن قالها فيه: خالد بن عبد الله القسري (1335)، وعاصم بن عمر بن الخطاب (2510).
4 " - وأما بس: فهكذا ضبطها: السين ساكنة، وهي بمعنى: فقط، وحسب، وهي كلمة عربية فصيحة، وقيل: لغة ضعيفة مسترذلة. كما في " القاموس ".
وإنما ضبطت السين بالسكون - مع وضوحه - لأني رأيت المصنف والحافظ ابن الإسكندري صاحب نسخة السبط وضعا شدة كبيرة على السين في ترجمة الحارث بن عبد الرحمن القرشي العامري!، وهي على عربيتها نادرة الاستعمال على لسان المتقدمين - بله المتأخرين - فلم أرها في كلامهم إلا مرة في كلام أبي زرعة الرازي، في أجوبته لأبي سعيد لبرذعي 2: 414 لما قال له: سفيان بن وكيع، كان يتهم بالكذب؟
قال أبو زرعة: " الكذب بس؟! ". والله أعلم.
* * *
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست