الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١٠٥
وكم استغرق في كل من الرحلتين، وفيهما معا؟ لم أر ما أستطيع أن أقوله جوابا عن هذا السؤال، لكن سيأتي في ترجمة شيخه العراقي أنه لازمه نحو عشر سنوات، فهل هذه الفترة الطويلة - بالنظر إلى غريب طارئ - كانت مجموع مقامه بالقاهرة في الرحلتين؟.
وسيأتي في الكلام على مصنفاته رقم 1: " اختصار الغوامض والمبهمات "، أن اختصاره كان في شوال سنة 784 بالقاهرة، فهذا يفيد أن رحلته الأولى استغرقت أربع سنوات، ويحتمل أن تكون زادت أولا (1). والله أعلم.
بل أرخ إتمام نسخه الجزء الأول من شرح شيخه ابن الملقن للبخاري: شعبان عام 785 بالقاهرة، وأرخ نسخه ل‍ " المقتنى في سرد الكنى " أواسط ذي القعدة سنة 786 بحلب، فكأن مدة رحلته الأولى كانت خمس سنوات، فتكون رحلته الثانية قدر خمس سنوات ثانية (787 - 792) لتتم العشر سنوات التي لازم فيها الحافظ العراقي؟. ويستخلص من هذا أن فترة عودته إلى حلب بين الرحلتين كانت قصيرة.
ومن شيوخه بحلب:
1 - 3 - ثلاثة من آل العجمي: محمد بن عبد الكريم، وعمر بن إبراهيم، وهاشم بن عمر، وتقدمت تراجمهم: 30، 32، 37. وتقدم أنه أخذ عن عمر بن إبراهيم الحديث والفقه والنحو.
4 - ومنهم - أو من أجلهم - في حلب: شهاب الدين الأذرعي (708 - 783) أحد تلامذة الإمامين المزي والذهبي، وصاحب " التوسط الفتح بين الروضة والشرح " في عشرين مجلدا، قال عنه ابن حجر في " الدرر " 1: 126: " كثير الفوائد " ثم قال: " قرأت بخط الشيخ برهان الدين المحدث بحلب - وأجازنيه -:
أنشدنا الإمام شيخ الشافعية شهاب الدين الأذرعي لنفسه:
كم ذا برأيك تستبد * ما هكذا الرأي الأسد أأمنت جبار السما * ء ومن له البطش الأشد فاعلم يقينا أنه * ما من مقام العرض بد عرض به يقوى الضعي‍ * - ف ويضعف الخصم الألد ولذلك العرض اتقى * أهل التقى وله استعدوا وي طويلة " (2).
5 - ومن شيوخه بحلب قبل رحلته: بقية السلف الصالحين نجم الدين أبو محمد عبد اللطيف بن محمد بن موسى ابن أبي الخير الميهني، المتوفى سنة 787 بحلب، أخذ عنه التصوف (وألبسه الخرقة) سنة 776، ذكر ذلك عنه ولده أبو ذر الحلبي في " كنوز الذهب " ونقله عنه الأستاذ الطباخ 4: 208، وأن ذلك كان في خانقاه البلاط، الذي لا يزال قائما أول مدخل سوق الصابون من الجهة الشمالية، وهو أول خانقاه بني
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست