الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٩٤
625)، وكان السلطان الظاهر غازي أنشأ المدرسة الظاهرية خارج باب المقام بحلب (1)، فعهد بالنظر فيها إلى المترجم وإلى ابن شداد، ويستقل المترجم وعقبه بتدريسها بعد وفاة ابن شداد، انظر ترجمته والكلام على المدرسة الظاهرية في " إعلام النبلاء " 4: 333.
3 " - شمس الدين أبو بكر أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن ابن العجمي، المتوفي سنة 631، وشمس الدين هذا صاحب أثرين، أحدهما ما يزال قائما معروفا بحلب، هو جامع أبي ذر بالجبيلة، وكان مدرسة ومقبرة لآل العجمي، وكانت تدعى المدرسة الكاملية، ويدرس فيها المذهب المالكي والشافعي، وتاريخ بنائها سنة 595.
ودفن المترجم بها ودفن معه من لحقه، حتى البرهان السبط وابنه أبو ذر، وعرف المكان فيما بعد ب‍: جامع أبي ذر.
قال الغزي رحمه الله في " نهر الذهب في تاريخ حلب " 2: 393: " زحف عليها - أي على المقبرة - الجيران بجيوش تعديهم، فلم يبق منها سوى صحن صغيرة وقبلية حقيرة ".
وقال أبو ذر: " غالب بني العجمي مدفونون في هذه المقبرة، ووالدي - البرهان السبط - مدفون بها ".
وفي " إعلام النبلاء " 4: 357: " في هذا البيت ثمانية قبور مسنمة بالتراب لا غير، هي قبور بني العجمي، ومعهم المحدث الكبير إبراهيم بن محمد سبط ابن العجمي، وولده أبو ذر، لكن لا يعلم صاحب كل قبر بيقين ".
قلت: كأن هذا العدد من القبور هو الذي بقي أثره في عهد الشيخ الطباخ رحمه الله، لأن أبا ذر صرح بأن " غالب بني العجمي مدفونون في هذه المقبرة ".
وقد أوضح أبو ذر السبب الذي من أجله اختار المترجم هذا المكان مدرسة له مع أنه كان في أيامه خارج مدينة حلب، فقال - كما في " إعلام النبلاء " 4: 356 -: " وإنما وضع هذه المدرسة هنا واقفها تبركا بخالد بن رباح أو بلال أخيه، لأن أحدهما مدفون في مقبرة الجبيل المعروفة قديما بمقبرة الأربعين ".
أما الأثر الثاني: فهو الخانقاه الشمسية، نسبة إلى لقبه شمس الدين، ومحلها أول درب البازيار، المعروف الآن بزقاق الزهراوي في الشارع الرئيسي المعروف بشارع وراء الجامع، وما بين الخانقاه والمدرسة الشرفية الآتي الحديث عنها قريبا إلى خطوات إلى جهة الجنوب، وكان الخانقاه دارا للمترجم، فأوصى إلى أخيه عبد الرحمن - باني المدرسة الشرفية - أن يقفها على الصوفية، فوقفها أخوه إلا جزءا منها جعله مدرسة للشافعية.
4 " - كمال الدين عمر بن عبد الرحيم بن شرف الدين أول المذكورين، المتوفى سنة 642، تولى تدريس مدرسة جده الزجاجية، فلم يزل بها إلى أن توفي رحمه الله، وكان من العلماء المبرزين، حافظا لكتاب " المهذب " للإمام الشيرازي. كما في " إعلام النبلاء " 4: 239.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست