جاء بالكتاب، فسأله، فإذا هو لا يغير حرفا، وكان يعرف رأي سفيان، ومالك، ما رأيت مثله.
وقال عبد الرحمان بن أبي حاتم (1): حدثني أبي، قال: حدثنا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الأشعري الدمشقي، قال:
سمعت سنيد بن داود يقول: كنا عند هشيم فدخل الواقدي فسأله هشيم عن باب ما يحفظ فيه، فقال له الواقدي: ما عندك يا أبا معاوية؟ فذكر خمسة أحاديث أو ستة في الباب. ثم قال للواقدي:
ما عندك؟ فحدثه بثلاثين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، ثم قال: سألت مالكا، وسألت ابن أبي ذئب، وسألت، وسألت، فرأيت وجه هشيم يتغير. وقام الواقدي فخرج، فقال هشيم: لئن كان كذابا فما في الدنيا مثله، وإن كان صادقا فما في الدنيا مثله.
وقال إبراهيم بن جابر الفقيه: سمعت الصاغاني، وذكر الواقدي، فقال: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدثت عنه. حدث عنه أربعة أئمة: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عبيد، وأحسبه ذكر أبا خيثمة ورجلا آخر.
وقال إبراهيم الحربي (2): سمعت مصعبا الزبيري، وسئل عن الواقدي، فقال: ثقة مأمون، وسئل المسيبي عنه، فقال: ثقة