ورواه عبد الله بن وهب، عن قرة بن عبد الرحمان عن صفوان بن سليم والزهري جميعا، عن عبد الرحمان بن سعد; قاله غير واحد، عن ابن وهب هكذا. وهذا الحديث بعينه عند عبد الرحمان بن هرمز أيضا، عن أبي هريرة. رواه مسلم (1) من رواية عبيد الله بن أبي جعفر عنه، عقيب حديث صفوان بن سليم. وصفوان بن سليم والزهري جميعا يرويان عن الأعرجين: عبد الرحمان بن سعد، وعبد الرحمان بن هرمز، لكن هذا الحديث، إنما رواه صفوان بن سليم، عن عبد الرحمان بن سعد، لا عبد الرحمان بن هرمز. وأما الزهري فقد اختلف عليه في رواية هذا الحديث، فرواه ابن وهب، عن قرة، عنه، وعن صفوان، كما تقدم. ورواه صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عبد الرحمان الأعرج، وأبي سلمة جميعا عن أبي هريرة، ولم ينسب عبد الرحمان في رواية صالح بن أبي الأخضر بأكثر من هذا. فيحتمل أن يكون الحديث عند الزهري عن الأعرجين جميعا. ويحتمل أن يكون عنده عن عبد الرحمان بن سعد وحده، وأنه هو عبد الرحمان الأعرج المذكور في رواية صالح بن أبي الأخضر، والله أعلم.
وذكر بعض الحفاظ أنه لا يعرف لعبد الرحمان بن سعد هذا غير ثلاثة أحاديث. هذا أحدها، والآخر عن أبي سريحة الغفاري، في ذكر العشر الآيات قبل الساعة، والآخر عن عبد الرحمان بن الحارث بن هشام، عن أبيه أنه قال: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به، قال: " أمسك عليك هذا "، وأشار إلى لسانه. وقد وقع له عندنا عدة أحاديث غير هذه الثلاثة، وهي عندنا بعلو عنه.