عزل عنها في آخرها، وخرج عن بغداد في سنة سبع وسبعين ودخل بلاد الشام وديار مصر وخدم الملوك هناك، ثم عاد إلى حلب وصار كاتبا لملكها الظاهر بن صلاح الدين واستوطنها إلى حين وفاته. وكان كاتبا، بليغا، مليح الخط، حسن المعرفة بأحوال التصوف، محمود السيرة. سمع الحديث من والده ومن أبي الكرم بن الشهرزوري وأبي الوقت الصوفي وأبي الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه رفيقنا أبو محمد جعفر بن محمد العباسي بحلب، وحصل لنا منه الإجازة بجميع مروياته.
كتب إلي أبو غالب عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد بن الحصين قال: أنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري قراءة عليه في شوال سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وأنبأنا يحيى بن الحسين المقرئ ببغداد وزاهر بن رستم الأصبهاني وعبد المحسن بن عبد الله الخطيب بالموصل قالوا: أنبأنا أبو الكرم بن الشهرزوري قراءة عليه، أنبأنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد الفارسي، أنبأنا محمد بن مخلد الدوري، حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا أبو أسامة عن هشام عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دعي أحدكم فليجب، فإن كان صائما فليصل، وان كان مفطرا فليطعم) (1).
بلغنا أن أبا غالب بن الحصين مات بحلب في الحادي والعشرين من رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
182 - عبد الواحد بن المطهر بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن الفضل ابن الربيع بن محمد بن بشر بن بشير (2) بن زياد بن عقفان بن سويد بن خالد بن أسامة بن العنبر بن يربوع (3)، أبو نصر (4) بن أبي الفضل البزاني (5):