الهراسي ببغداد وعلى أبي حامد الغزالي وأبي نصر القشيري بنيسابور، وسمع الحديث ببغداد من أبي عبد الله بن طلحة وأبي الحسين بن الطيوري وأبي بكر بن المروزي (1) وأبي الحسن بن العلاف، وبنيسابور من أبي القاسم إسماعيل بن الحسن الفرائضي وأبي بكر عبد الغفار بن محمد الشيرويي وأبي الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني وغيرهم.
وكان فقيها فاضلا، له يد في الأدب والترسل، قدم بغداد في يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وخمسمائة ومعه كتب من السلطان سنجر بن ملكشاه وابن أخيه محمود بن محمد إلى الديوان بتسليم المدرسة النظامية إليه ليدرس بها. فأجيب إلى ذلك بعد أن نفد الفقهاء بها من ذلك واجتهدوا في منعه، فألزمهم الديوان بمتابعته، فدرس بها إلى شعبان من السنة المذكورة، ثم وصل أسعد الميهني، حدث ابن الباقرحي ببغداد بيسير، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، وروى عنه في كتاب (سلوة الأحزان) من جمعه.
قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال: أنشدنا عبد الواحد بن الحسن الفقيه، أنشدنا أبو الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني، أنبأنا محمد بن عبد العزيز النيلي لنفسه:
يسر الجهول ما يبقى به (2) * ويجزع من يوم أفنى به وأبعد الزمان فقدانه * إذا مر جاء بادنابه (3) وفي كل يوم له موته * بموت امرئ من أحبائه ومن وقى الموت في نفسه * يصاب بموت أعزائه (4) فما لقي الله في أصله * ولكن أمد بارزائه وبه: قال أنشدنا أبو الفضل الشقاني: قال: أنشدنا عبد الرحمن بن محمد الفارسي لنفسه: