تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٣٩٠
الأنبياء ازددت عليهم غضبا يا عيسى وقضيت يوم خلقت السماوات والأرض انه من عبدك وعبد أمك فقال فيكما بقولي ان اجعلهم جيرانك في الدار ورفقاءك في المنازل وشركاءك في الكرامة وقضيت يوم خلقت السماوات والأرض انه من اتخذك وأمك الهين من دون الله ان اجعلهم في الدرك الأسفل من النار وقضيت يوم خلقت السماوات والأرض اني مسبب هذا الامر على يدي محمد واختم به الأنبياء والرسل ومولده بمكة ومهاجرة بطيبة وملكه بالشام ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا متزين بالفحش ولا قوال بالخنا أسدده لكل امر جميل واهب له كل خلق كريم اجعل التقوى ضميره والحكمة معقولة والوفاء طبيعته والعدل سيرته والحق شريعته والاسلام ملته واسمه احمد أهدي به بعد الضلة واعلم به بعد الجهالة وأغني به بعد العائلة وارفع به بعد الضعة أهدي به وافتح به بين آذان صم وقلوب غلف وأهواء مختلفة متفرقة اجعل أمته خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر اخلاصا لاسمي وتصديقا لما جاءت به الرسل ألهمهم التسبيح والتهليل والتقديس في مساجدهم ومجالسهم وبيوتهم ومنقلبهم ومثواهم يصلون لي قياما وقعودا وركعا وسجدا ويقاتلون في سبيلي صفوفا وزحوفا قربانهم دماؤهم وأناجيلهم في صدورهم وقربانهم فيبطونهم رهبان بالليل ذلك فضلي أوتيه من أشاء وانا ذو الفضل العظيم أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن المقرئ أنبأنا أبو محمد المصري أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا عبد لله بن مسلم بن قتيبة حدثنا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبه قال كان دعاء عيسى الذي يدعو به للمرضى والزمني والعميان والمجانين اللهم أنت اله

١ - في هذا إشارة إلى أن بني إسرائيل قد أكثروا من الفتك بأنبيائهم وقبلهم.
٢ - كذا بالأصل والمختصر وفي المصدرين السابقين: أنه من عبدني وقال فيكما بقولي.
٣ - في البداية والنهاية: الضيعة.
٤ - زيادة عن البداية والنهاية وقصص الأنبياء.
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»