تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٣٩٥
صحب رجل عيسى بن مريم قال فانطلقنا فانتهينا إلى شط نهر فجلسا يتغديان ومعهما ثلاثة أرغفة فأكلا رغيفين وبقى رغيف فقام عيسى إلى النهر يشرب ثم رجع فلم يجد الرغيف فقال للرجل من اكل الرغيف قال لا أدري فانطلق معه فرأى طبيا معها خشفان فدعا أحدهما فاتاه فذبحه واشتوى واحدا وأكلا قال للخشف قم بإذن الله فقام فقال للرجل أسألك بالذي أراك هذه الآية من اخذ الرغيف قال لا أدري ثم انتهى إلى البحر فاخذ عيسى بيد الرجل فمشى على الماء ثم قال أنشدك بالله أراك هذه الآية من اخذ الرغيف قال لا أدري ثم انتهيا إلى مغارة واخذ عيسى ترابا وطينا فقال كن ذهبا بإذن الله فصار ذهبا فقسمه ثلاثة أثلاث فقال ثلث لك وثلث لي وثلث لمن اخذ الرغيف فقال انا اخذته قال فكله لك وفارقه عيسى فانتهى إليه رجلان ومعهم مال فأراد ان يأخذه ويقتلاه قال هو بيننا أثلاثا قال فابعثوا أحدكم إلى القرية يشتري لنا طعاما فبعثوا أحدهم فقال الذي بعث لأي شئ أقاسم هؤلاء المال ولكن أضع في الطعام سما فاقتلهم وقال ذيناك بأي شئ نعطي هذا ثلث المال ولكن إذا رجع قتلناه قال فلما رجع إليهم واكلوا الطعام فماتا فبقي المال في المغارة وأولئك الثلاثة قتلى عنده قال وأخبرناه ابن الأعرابي حدثنا أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني حدثنا روح حدثنا هشام عن الحسن ان عيسى بن مريم مر ومعه ناس من الحواريين فاتوا على ذهب كثير موضوع فقال عيسى النجاء النجاء انما هي النار ثم مضى ومضى أصحابه وتخلف منهم ثلاثة فقال رجلان منهم لصاحبهما انا لا نستطيع هذا الذهب الا ان نحمله على شئ فخذ من هذا الذهب فاشتر لنا به طعاما واشتر لنا ظهرا نحمل عليه من هذا الذهب فانطلق لما أمراه به فاتى الشيطان الرجلين فقال لهما إذا اتاكما فاقتلاه أقسما المال نصفين فلما احكم أمرهما انطلق إلى الاخر فقال إنك لن تطيق هذين فاجعل في الطعام سما فأطعمهما واذهب بالمال وحدك فابتاع من المدينة سما فجعله في طعامهما فلما اتاهما وثبا عليه فقتلاه ثم قربا

١ - الخشف مثلثة الخاء ولد الظبي أول ما يولد أو أول مشيه أو التي نفرت من أولادها ونفرت (القاموس المحيط.
٢ - ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٨٩ وتهذيب الكمال ١٢ / ٥٢.
٣ - هو روح بن عبادة أبو محمد البصر ي ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / 235.
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»