تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٣٨٥
أوحى الله تعالى إلى عيسى أنزلني من نفسك كهمك واجعلني ذخرا لك في معادك وتقرب إلي بالنوافل اذنك وتوكل علي اكفك ولا تول غيري فأخذلك اصبر على البلاء وارض بالقضاء وكن لمسرتي فيك فإن مسرتي أن أطاع ولا أعصى وكن مني قريبا واحم ذكري بلسانك وليكن ودي في قلبك وتيقظ في ساعات الغفلة وكن لي راغبا راهبا أمت قلبك بالخشية راع الليل لنجوى مسرتي وأظمئ لي نهارك لليوم الذي لك عندي نافس في الخيرات بجهدك وقم في لا خليقة بعدلك واحكم فيهم بنصيحتي فقد أنزلت عليك شفاء وساوس الصدور من مرض الشيطان وجلاء الابصار من غش الكلال ولا تكن حلسا كأنك مقبور وأنت حي ينفس بحق أقول ما آمنت بي خليقة الا خشعت ولا خشعت الا رجت ثوابي أشهدك انها آمنة من عقابي ما لم نغير أو تبدل سنتي اكحل عينك بململول الحزن إذا ضحك البطالون احذر ما هو آت من امر المعاد من الزلازل والأهوال الشدائد حيث لا ينفع أهل ولا مال ولا ولد ابك على نفسك أيام الحياة بكاء من ودع الأهل ومل الدنيا وترك اللذات لأهلها وارتفعت رغبته فيما عند الله وكن على ذلك محتسبا صابرا طوبى لك ان نالك ما وعدت الصابرين برح من الدنيا يوما بيوم وارض منها بالبلغة وليكفك منها الخشن ذق مذاقه ما قد ذهب منك أين طعمه وما لم يأتك أين لذته لو رأت عيناك ما أعددت لأوليائي الصالحين لذاب قلبك أو زهقت نفسك اشتياقا إليهم أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا الحكم بن موسى عن الخليل بن أبي الخليل عن صالح أبي شعيب قال أوحى الله إلى عيسى أكحل عينك بملمول الحزن إذا ضحك البطالون أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حاكد الأزهري أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الله أنبأنا أبو حامد بن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري وعن ابن طاوس عن أبيه قالا لقي عيسى بن مريم إبليس فقال اما علمت أنه لا يصيبك الا ما قدر لك يعني فقال بلى

١ - الأصل: كمسرتي.
٢ - كذا بالأصل هنا.
٣ - من طريقه رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٩٤ وقصص الأنبياء ٢ / 405 - 406.
4 - في المصدرين: ما كتب لك.
(٣٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 ... » »»