تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٣٨٢
الطيب الريح نكاح النساء ذا النسل القليل انما نسله من مباركة لها بيت يعني في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا صخب تكفله يا عيسى في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك له منها فرخان مستشهدان وله عندي منزلة ليست لاحد من البشر كلامه القرآن ودينه الاسلام وانا السلام طوبى لمن أدرك زمانه وشهد أيامه وسمع كلامه قال عيسى يا رب وما طوبى قال غرس شجرة انا غرستها بيدي فهي للجنان كلها أصلها من رضوان وماؤها من تسنيم وبردها برد الكافور وطعمها طعم الزنجبيل وريحها ريح المسك من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا قال عيسى يا رب اسقني منها قال حرام على النبيين ان يشربوا منها حتى يشرب ذاك النبي وحرام على الأمم ان يشربوا منها حتى تشرب أمة ذلك النبي قال يا عيسى أرفعك إلي قال يا رب ولم ترفعني قال أرفعك ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب ولتعينهم على قتال اللعين الدجال اهبطك في وقت الصلاة ثم لا تصلي بهم لأنها أمة مرحومة ولا نبي بعد نبيهم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد بن حمزة قالا أنبأنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله أنبأنا عبد الوهاب الطلابي حدثنا أبو بكر بن خريم حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد عبد الرحمن بن زيد عن أبيه ان عيسى بن مريم قال رب أنبئني عن هذه الأمة المرحومة قال أمة احمد (صلى الله عليه وسلم) هم علماء حكماء كأنهم أنبياء يرضون مني بالقليل من العطاء وأرضى منهم باليسير من العمل وأدخلهم الجنة بلا إله إلا الله يا عيسى هم أكثر سكان الجنة لأنها لم تذل السن قوم قط بلا إله إلا الله كما ذلت ألسنتهم ولم تذل رقاب قوم بالسجود كما ذلت به رقابهم أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الله الكبريتي حدثنا أبو بكر بن الفضل بن

١ - زيادة عن المصادر.
٢ - إلى هنا أخرجه البيهقي في دلائل النبوة من طريق مقاتل بن حيان ١ / ٣٧٨.
٣ - الأصل والمختصر: ليس والمثبت عن البداية والنهاية وقصص الأنبياء.
٤ - الأصل: فيه والمثبت عن البداية والنهاية وقصص الأنبياء.
٥ - من طريقه رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٩٣ وقصص الأنبياء ٢ / 404 وقال في آخره: رواه ابن عساكر.
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»