تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٣٩٦
الطعام فأكلا منه فماتا فانطلق عيسى إلى حاجته ثم رجع فإذا هو بهم قد موتوا عند الذهب فقال انظروا إلى هؤلاء ثم حدثهم حديثهم ثم قال لأصحابه النجاء النجاء فإنما هي النار أخبرنا أبو بكر بن الحسين بن علي حدثنا محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن عبد الصمد أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد البلخي حدثنا محمد بن الحسين الحسني حدثنا عمرو بن حماد حدثنا أسباط بن نصر عن إسماعيل السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس قال لما بعث الله عيسى وأمره بالدعوة لقيته بنو إسرائيل فاخرجوه هو وأمه يسيحون في الأرض فنزلوا في قرية على رجل فأضافهم فأحسن ليهم وكان لذلك المدينة ملك جبار معتد فجاء ذلك الرجل يوما وقد وقع عليهم هم وحزن فدخل منزله ومريم عند امرأته فقالت لها ما شأن زوجك أراه حزينا فقالت لا تسأليني قالت أخبريني لعل الله يفرج كربه قالت فان لنا ملكا يجعل على كل رجل منا يوما يطعمه هو وجنوده ويسقيهم الخمر فان لم يفعل عاقبه وانه قد بلغت نوبته اليوم يريد ان يصنع له فيه وليس لذلك عندنا سعة قالت فقولي له فلا يهتم فاني آمر ابني فيدعو له فيكفي ذلك فقالت مريم لعيسى في ذلك فقال عيسى يا أمه اني ان فعلت كان في ذلك شر قالت لا تبالي فإنه قد أحسن إلينا وأكرمنا قال عيسى فقولي له إذا اقترب ذلك فاملأ قدورك وخابيك ماء ثم أعلمني فلما ملأهن اعلمه فدعا الله فتحول ما في القدور لحما ومرقا وخبزا وما في الخوابي خمرا لم ير الناس مثله قط فلما جاءه الملك اكل منه فلما شرب الخمر سأل من أين لك هذا الخمر قال هو من ارض كذا وكذا قال الملك فان خمري أوتي به من تلك الأرض فليس هو مثل هذا قال إنه من ارض أخرى فلما خلط على الملك اشتد عليه فقال انا أخبرك عندي غلام لا يسأل الله شيئا الا أعطاه وانه دعا الله فجعل الماء خمرا فقال له الملك وكان له ابن يريد ان يستخلفه فمات قبل ذلك بأيام وكان أحب الخلق إليه فقال إن رجلا دعا الله فجعل الماء خمرا ليستجابن له حتى يحيي ابني فدعا عيسى فكلمه وسأله ان يدعو الله ان يحيي ابنه فقال عيسى لا تفعل انه ان عاش كان شرا قال الملك ليس

١ - ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / 241.
2 - كذا بالأصل وفي المختصر: فيلقى.
3 - إن استدركت عن المختصر.
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»