تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٣١١
خذ القوم بالنفي المفرق جمعهم * وبالسيف عاطي إنني لك ناصح وأعطهم الحق الذي كان حقهم * وخذهم بما كانوا إذا الحق سانح ولا تلتمس بين السبيلين ثالثا * ألا كل أمر خالف الحق فاضح وإلا فقد لاحت عيون كثيرة * إليك وعرتك القرون النواطح * وقال معاوية فيما أشار به على عثمان سأكفيك ما عندي فقل لابن عامر * وصاحب مصر يكفيان الذي أكفي وإلا فإني والذي أنا عبده * ملئ بضبطي ما أمامي وما خلفي ولست بذي وجهين ألقاك بالذي * تريد ويخفي في السريرة ما يخفي لأني إذا عرضي لك اليوم دونهم * وحتفك فيما ينتجون به حتفي * وقال عبد الله بن سعد أرى الأمر لا يزداد إلا تفاقما * وكل أراه بالسرور قليل تراخت إلى البلدان جل عشيرتي * وأنصارنا بالمكتين حلول وإن لم أسمكم بأرماح عامر * وأسياف حي في الحروب جليل فلست لعمرو إن وطئت بلادكم * وأنتم بها فيما يكون قليل * وقد (1) كان أهل مصر بايعوا أشياعهم من أهل الكوفة وأهل البصرة وجميع من أجابهم أن ينزوا (2) خلاف أمرائهم واتعدوا (3) يوما حيث شخص أمراؤهم فلم يستقم ذلك لأحد منهم ولم يتمم (4) عليه إلا أهل الكوفة فإن يزيد بن قيس الأرحبي ثار فيها واجتمع إليه أصحابه وعلى الحرب يومئذ القعقاع بن عمرو فأتاه وأحاط الناس بهم فناشدوهم وقال يزيد للقعقاع (5) ما سبيلك علي وعلى هؤلاء فوالله إني لسامع مطيع وإني للازم جماعتي وهم إلا أني أستعفي ومن ترى من إمارة سعيد فقد يستعفي الخاصة من أمر قد رضيته العامة قال فذاك إلى أمير المؤمنين فتركهم والاستعفاء ولم يستطيعوا أن يظهروا غير ذلك

(١) الخبر من هنا في تاريخ الطبري ٤ / 345.
(2) كذا بالأصول، وفي الطبري: يثورا.
(3) الأصل وم: وابعدوا، وفي " ز ": بدون إعجام.
(4) الأصل: يتم، والتصويب عن " ز "، وم.
(5) الأصل وم: و " ز ": القعقاع.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»