تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٣١٠
وقال عمرو بن العاص أرى القوم لا يتركون العتاب * وهذاك عثمان لا يركب بخيل يسير لها قسطل (1) * تشمس من كان لا يعتب فلا بد للقوم من وثبة * يعدلها الناب والمخلب فإن تقتلوه تكن فتنة * وأمر تضيق به يثرب وإن يتركوه تكن غمة * وفي ذاك جدع (2) لهم موعب (2) ولا شئ أسلم من هارب * تخب به العرمس الدعلب (3) إلى الشام حتى يحل القضاء * بما هو آت ولا يكذب * وقال عمرو بن العاص في ذلك أتينا أمورا (4) يظلع الإبل ثقلها * جناها رجال من خشارة (5) من نزل أرى الأمر لا يزداد إلا تماديا * وقد كان بكرا ثم أصبح قد بزل (6) فقلت لها جهرا أرى القوم قد جنوا * علينا أمورا لا تطفيها الحيل سوى أن هذا القتل يطفي وقودها * أو النفي بالفيفاء طرا وقد بجل فمالك إلا أن تخبر عنهم * جنى ذينك الأمرين فأقبل أو انتقل ولست أرى بين السبيلين ثالثا * وقد يترك المرء النصيحة للأجل معاوي لا تغمض وقم في ركابها * قياما على أمرين فاعدل أو اعتزل أتنهض بالأمر الجليل وقد أتت * ذوائب من هذا الزمان إذا بسل * وقال عبد الله بن عامر فيما أشار به على عثمان منحت ابن أروى نصحة وهديته * إلى الحق إن الحق أبلج واضح وقلت له والأمر فيه بقية * يعيش بها المظلوم والأمر صالح ويقوى به والناس منهم مشمر * وآخر يسمو نحوهم وهو كالح

(1) القسطل: الغبار.
(2) جدع موعب أي مستأصل.
(3) العرمس: الناقة الصلبة الشديدة، والدعلبة: الناقة الفتية الشابة.
(4) الأصل وم و " ز "، وفي المطبوعة: أتتنا أمور.
(5) خشارة الناس سفلتهم.
(6) بزل أي إذا استكمل سنه الثامنة ودخل في التاسعة.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»