فعرض عمر على الأحنف الجائزة فقال يا أمير المؤمنين والله ما قطعنا الفلوات ودأبنا الروحات العشيات للجوائز وما حاجتي إلا حاجة من خلفت فزاده ذلك عنه عمر خيرا فرد عمر أبا موسى ومن معه وجلس الأحنف عنده سنة وجعل عليه عيونا فلم يسمع إلا خيرا فدعا به فقال يا أحنف إنك قد أعجبتني وإنما حبستك لأعلم عليك (1)، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول احذروا المنافق العالم [* * * *] وأشفقت عليك منه فوجدتك بريئا مما تخوفت عليك فسرحه وأحسن جائزته ثم قدم على أبي موسى فعرف ما كان منه إليه فلم يزل للأحنف شرف يعرف حتى خرج من الدنيا أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان أنا محمد بن الفرج حدثنا معاوية بن عمرو بن أبي إسحاق عن هشام عن ابن سيرين قال بعث عمر بن الخطاب الأحنف بن قيس على جيش قبل خراسان فبيتهم العدو و (2) فرقوا جيوشهم وكان الأحنف معهم ففزع الناس فكان أول من ركب الأحنف ومضى نحو الصوت وهو يقول:
* إن على كل رئيس حقا * أن يخضب الصعدة أو تندقا (3) * ثم حمل على صاحب الطبل فقتله وانهزم العدو فقتلوهم وغنموا وفتحوا مدينة يقال لها مروروذ أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا محمد بن علي بن أحمد أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط (4)، قال وتوجه ابن عامر إلى خراسان على مقدمته الأحنف بن قيس فلقي أهل هراة فهزمهم فافتتح ابن عامر أبر شهر (5) صلحا ويقال عنوة وبعث ابن عامر الأحنف بن قيس في أربعة آلاف