فتلقاه طارق وترضاه ورام أن يستسل ما في نفسه من الحسد له وقال له إنما أنا مولاك ومن قبلك وهذا الفتح لك وحمل طارق إليه ما كان غنم من الأموال فلذلك نسب الفتح إلى موسى بن نصير لأن طارقا من قبله ولأنه استزاد في الفتح ما بقي على طارق وأقام موسى بالأندلس مجاهدا وجامعا للأموال ومرتبا للأمور بقية سنة ثلاث وتسعين وأربع وتسعين وأشهرا في سنة خمس وتسعين وقبض على طارق ثم استخلف على الأندلس ولده عبد العزيز بن موسى ونزل معه من العساكر ووجوه القبائل من يقوم بحماية البلاد وسد الثغور وجهاد العدو ورجع إلى القيروان ثم سار منها بما حصل له من الغنائم وأعده من الهدايا إلى الوليد بن عبد الملك ومعه فيما يقال طارق فمات الوليد وقد وصل موسى إلى طبرية في سنة ست وتسعين فحمل ما كان معه إلى سليمان بن عبد الملك ويقال إنه وصل وأدرك الوليد حيا فالله أعلم قرأت عليه في موضع آخر عن الحميدي (1) قال طارق بن عمرو ويقال ابن زياد أول من غزا الأندلس سنة اثنين (2) وتسعين من الهجرة وافتتح كثيرا منها ثم لحق به موسى بن نصير ونقم عليه إذ غزاها بغير إذنه وسجنه وهم بقتله ثم ورد عليه كتاب الوليد بن عبد الملك بإطلاقه وترك التعرض له فأطلقه وخرج معه إلى الشام 2939 طارق بن شهاب بن عبد شمس ابن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن نفر ابن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس أبو عبد الله الأحمسي البجلي (3) رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) وغزا في خلافة أبي بكر روى عن أبي بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب
(٤٢٠)