تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٣٢٠
شاة خلفها الجهد عن الغنم قال فهل لها من لبن قالت بأبي وأمي هي أجهد من ذاك قال تأذنين لي أن أحلبها قالت إن كان بها حلب فاحلب قال فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالشاة فمسحها وذكر اسم الله تعالى ومسح ضرعها فذكر اسم الله تعالى ودعا بإناء لها يربض الرهط فتفاجت ودرت واجترت فحلب فيه ثجا حتى علته الثمال (1) فسقاها أي النهل فسقاها وسقى أصحابه فشربوا حتى رووا عللا بعد نهل حتى أراضوا وشرب آخرهم وقال ساقي القوم آخرهم [710] ثم حلب فيه ثانيا عودا على بدئ فغادره عندها ثم ارتحلوا قال فقل ما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنز حيلا عجافا يتساوكن (2) هزلا لا نقي بهن مخهن قليل قال أبو علي قلت لأبي الحسن الأثرم وما لا نقي بهن قال الشحم واللحم وهو النقي فلما رأى اللبن عجب وقال من هذا اللبن يا أم معبد ولا حلوبة في البيت والشاء عازبة فقالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت فقال صفيه لي يا أم معبد فوالله إني أراه صاحب قريش الذي تطلب فقالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة حسن الخلق متبلج الوجه لم تعله (3) نخلة ولم تزر به صعلة قال أبو علي فسر لنا أبو عبيد الله (4) بن بكر البيهقي كأني برجل من الحبشة أصعل أصمع حمش الساقين قال فقال أصعل صغير الرأس أصمع صغير الأذنين قال أبو الحسن الأثرم ثجلة قال الرأس الكبير الذي يجاوز (5) الحد وسيم

(1) الثمال جمع ثمالة: الرغوة. وفي رواية: البهاء، وقد تقدمت.
(2) بالأصل وخع: " فأما أساوك " والمثبت عن الدلائل للبيهقي 1 / 278، وفي المطبوعة: ما تساوك هزالا.
والتساك: السير الضعيف، قيل رداءة المشئ من إبطاء أو عجف. يريد هنا عمهن الهزال فليس فيهن منقية ولا ذات طرق، (انظر دلائل البيهقي 1 / 282).
(3) كذا وردت هنا بالأصل وخع، وتقدمت برواية: " تعبه نحلة " وبرواية: " تعبه ثجلة " ومر شرح اللفظتين.
(4) في خع: عبد الله. وفي المطبوعة: عبد الله بن بكر السهمي.
(5) بالأصل وخع: " تحادر الحدق " كذا، والمثبت عن المطبوعة السيرة 1 / 275، وقد تقدم أن الثجلة: عظم البطن واسترخاء أسفله (انظر الدلائل للبيهقي 1 / 283).
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480