تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٣٣١
عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد (1) الله بن أريقط مروا على خيمتي أم معبد وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم أو الحي شك مكرم مرملين مسنتين (2) فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى شاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم فقال هل لها من لبن قالت هي أجهد من ذلك قال لها أتأذنين أن أحلبها [713] قالت بأبي وأمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها قال فدعاها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمسح بيده ضرعها وسمى بالله ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت واجترت ودعاء بإناء يربض (3) الرهط فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا ثم شرب آخرهم ثم أراضوا ثم حلب ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء فغادره عندها وارتحلوا عنها فبايعها فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا تشاركن (4) هزلا ضحا مخهن قليل فلما رأى اللبن عجب (5) وقال من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاء عازب حيال ولا حلوب في البيت قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل من حاله كذا وكذا قال صفيه لي يا أم معبد قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة متبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة ولم تزر به صقلعة وسيما قسيما في عينيه دعج وفي أشفاره غطف (6) وفي صوته صحل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثة (7) أزج أقرن إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سماه وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن (8) ربعة لا يأس (9) من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو أنضر

(1) بالأصل وخع: " وعبد الله " بإثبات واو العطف.
(2) بياض بالأصل، وسقطت اللفظة من خع، والمثبت " مسنتين " عما سبق من رواية.
(3) غير واضحة بالأصل، وفي خع " يرض " والمثبت عن رواية سابقة.
(4) في الأصل: " فإن شاوكن " وفي خع: " فإن تشاركن " وتشاركن إحدى الروايات، معناها عمهن الهزال، فليس فيهن منقية ولا ذات طرف، وهو من الاشتراك (دلائل البيهقي 1 / 282).
(5) في خع: " عطف ".
(6) الأصل وخع " ضحك " والمثبت عن رواية سابقة.
(7) في خع: كثافة.
(8) بالأصل وخع: يتحدر " والمثبت عن رواية سابقة.
(9) عن خع، وبالأصل " بائن ".
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480