تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٣٢١
قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته ضحك (1) أحور أكحل أزج أقرن في عنقه سطع وفي لحيته كثافة إذا صمت علاه الوقار وإذا تكلم وسما علاه البهاء حلو المنطق فصل (2) لا هذر ولا نزر ولا هذر كان منطقه خرزات نظم يتحدرن (3) فأجهر الناس وأجمله من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب ربعة لا يشنؤه من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين (4) فهو أبيض (5) الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به إن قال سمعوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس ولا معتد (6) قال هذا والله صاحب قريش الذي تطلب ولو صادفته لالتمست أن أصحبه ولأجهدن إن وجدت إلى ذلك سبيلا قال وأصبح صوت بمكة عاليا بين السماء والأرض يسمعونه ولا يدرون ما يقول (7) وهو يقول * جزى الله رب الناس خير جزائه * رفيقين حلا خيمتي أم معبد هما نزلا بالبر وارتحلا به * فأفلح من أمسى رفيق محمد فيال قصي ما زوى الله عنكم * به من فعال لا يجازى وسؤدد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها * فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد دعاها بشاة حائل فتحلبت * له بصريح ضرة الشاة مزبد فغادرها رهنا لديها لحالب * بدرتها في مصدر ثم مورد * قال فأصبح الناس قد فقدوا نبيهم فأخذوا على خيمتي أم معبد حتى لحقوا برسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن هامش الأصل. وقد تقدمت رواية: " في صوته صهل " وفي رواة: " في صوته صحل ".
(2) عن خع، سقطت من الأصل.
(3) بالأصل وخع: " يتحدر " والصواب عما سبق من رواية.
(4) عن خع وبالأصل وخع، وفي البيهقي: أنضر.
(6) كذا هنا بهذه الرواية، من العداء وهو الظلم (دلائل البيهقي 1 / 284).
(7) كذا، وفي خع: " من يقول " والصواب: " من يقوله " أو " من صاحبه ".
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480