تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٣١٦
واكسا لبرد الحال (1) قبل ابتذاله * وأعطى لرأس السابح المتجرد ليهن بني كعب مكان فتاتهم * مقعدها للمؤمنين بمرصد * وأما حديث أبي معبد فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن ماهان أنبأنا أبو منصور بن شجاع بن علي الصوفي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن يعقوب قالا أنبأنا عباس بن محمد الدوري أنبأنا بشر بن محمد أبو أحمد السكري (2) أنبأنا عبد الملك بن وهب المذحجي عن الحر بن الصياح النخعي (3) عن أبي معبد الخزاعي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرج ليلة هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن أريقط الليثي فمروا بخيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي وتجلس بفناء الخيمة وتطعم وتسقي فسألوها لحما أو تمرا فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وإن (4) القوم مرملون (5) فقالت لو كان عندنا شيئا ما أعوزكم القرى فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى شاة في كسر خيمتها فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم فقال هل لها من لبن قالت هي أجهد من ذلك فقال أتأذنين أن أحلبها قالت نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت لها حلبا احلبها فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالشاة فجاءت فمسح على ظهرها وضرعها وذكر اسم الله تعالى فقال اللهم بارك في شاتها فتفاجت (6) ودرت (7) واجترت فدعا بإناء لها يربض الرهط فحلب فيها ثجا (8) حتى علاه البهاء (9) فسقاها فشربت حتى

(١) كذا بالأصل وخع بالحاء المهملة، وفي المطبوعة بالخاء المعجمة.
(٢) بعدها بالأصل وخع: " أنبأنا عبد الله الحافظ. " والصواب ما أثبتنا، انظر ترجمة بشر في لسان الميزان ٢ / ٣٢ وفيه أنه يروي عن عبد الملك بن وهب المذحجي.
(٣) بالأصل وخع: الحرير المصبحي بن الصباح النخعي، والمثبت عن الكاشف للذهبي والتاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٨١ وفي التهذيب: الصباح بالباء.
(٤) في خع: وإذا.
(٥) مرملون أي نفد زادهم.
(٦) التفاج المبالغة في تفريج ما بين الرجلين، وهو من الفج: الطريق.
(٧) عن خع، وبالأصل وزادت.
(٨) الثج: السيلان. وفي النهاية: فحلب فيه ثجا أي لبنا سائلا كثيرا.
(9) البهاء: يريد علا الاناء بهاء اللبن، وهو وبيص رغوته. يريد أنه ملأها.
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480