شرح السير الكبير - السرخسي - ج ٢ - الصفحة ٦٠٠
وروى أنه بعث إلى عكرمة بن أبي جهل فسأله: من قتل أباك؟ فقال:
الذي قطعت أنا يده.
وإنما كان قطع يد معوذ بن عفراء من المنكب.
وأشهر الروايتين أنه أثخنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأجهز عليه ابن مسعود.
على ما روى عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنت أفتش القتلى يوم بدر لأبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أراه مقتولا منهم. فرأيت أبا جهل صريعا وبه رمق، فجلست على صدره، ففتح عينيه وقال: يا رويعي الغنم، لقد ارتقيت مرتقى عظيما.
فقلت: الحمد لله الذي مكنني من ذلك.
فقال: لمن الدبرة؟
فقلت: لله ولرسوله.
فقال: ماذا تريد أن تصنعه؟
فقلت: أحز رأسك.
فقال: خذ سيفي فهو أمضى لما تريد، واقطع رأسي من كاهلي ليكون أهيب في عين الناظر. وإذا رجعت إلى محمد فأخبره أنى اليوم أشد بغضا له مما كنت من قبل.
فقال: قطعت رأسه وأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:
هذا رأس عدو الله أبى جهل.
فقال عليه السلام: الله أكبر، هذا فرعوني وفرعون أمتي. كان شره على وعلى أمتي أعظم من شر فرعون على موسى وأمته، ثم نفلني سيفه.
زاد في بعض الروايات: وأخبرته بما قال، فقال: إنه كفر في الدنيا وعند موته، وسيكفر في النار أيضا.
قيل: وكيف يا رسول الله؟ قال: إذا دخل النار جعل ينظر ويقول
(٦٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 595 596 597 598 599 600 601 602 603 604 605 ... » »»