أبو بكر النيسابوري، حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدثنا الأوزاعي، حدثني عمرو بن سعد قال: حدثني زياد النميري، حدثني أنس بن مالك قال: وافق رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان في سفره فصام، ووافق رمضان في سفره فأفطر.
قال أبو بكر: كتب عني موسى بن هارون هذا الحديث منذ أربعين سنة.
حدثنا البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: ما رأيت أحفظ من أبي بكر النيسابوري.
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل الدارقطني عن أبي بكر النيسابوري فقال:
لم نر مثله في مشايخنا، لم نر أحفظ منه للأسانيد والمتون، وكان أفقه المشايخ، جالس المزني، والربيع، وكان يعرف زيادات الألفاظ في المتون. ولما قعد للتحديث قالوا حدث، قال: بل سلوا، فسئل عن أحاديث فأجاب فيها وأملاها، ثم بعد ذلك ابتدأ يحدث.
حدثني محمد بن علي الصوري - مذاكرة - قال: قال لي عبد الغني بن سعيد الحافظ: سمعت الدارقطني يقول: كنا ببغداد يوما جلوسا في مجلس اجتمع فيه جماعة من الحفاظ يتذاكرون.
وذكر الدارقطني أبا طالب الحافظ، وأبا بكر بن الجعابي، وغيرهما، فجاء رجل من الفقهاء فسأل الجماعة: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم " جعلت لي الأرض مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا "؟ فقالت الجماعة: روى هذا الحديث فلان وفلان وسموهم، فقال السائل أريد هذه اللفظة " وجعلت تربتها لنا طهورا " فلم يكن عند واحد منهم جواب، ثم قالوا ليس لنا غير أبي بكر النيسابوري فقاموا بأجمعهم إلى أبي بكر فسألوه عن هذه اللفظة فقال: نعم! حدثنا فلان، وساق في الوقت من حفظه الحديث، واللفظة فيه.
قلت: وهذا الحديث على هذا اللفظ يرويه أبو عوانة عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم تفرد به أبو عوانة، وأخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه.
أنبأنا أبو سعد الماليني، أخبرنا يوسف بن عمر بن مسرور قال: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: تعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوت كل يوم بخمس حبات، ويصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة؟ ثم قال: أنا هو، وهذا كله