فينبت أجسادهم ولحمانهم من ذلك الماء كما ينبت البذر من الأرض ثم قرأ عبد الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها حتى يدخل فيه فيقومون فيحيون تحية رجل واحد قياما لرب العالمين ثم يتمثل الله تبارك وتعالى للخلق فيلقاهم فليس أحد من الخلق يعبد من دون الله شيئا إلا هو مرتفع له يتبعه فيلقى اليهود فيقول ما تعبد وقالوا نعبد عزيرا قال هل يسركم الماء قالوا نعم فيريهم جهنم كهيئة السراب ثم قرأ عبد الله وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا قال ثم يلقى النصارى فيقول ما تعبدون قالوا المسيح فيقول هل يسركم الماء قالوا نعم فيريهم الله جهنم كهيئة السراب وكذلك لمن كان يعبد من دون الله شيئا ثم قرأ عبد الله وقفوهم إنهم مسؤولون حتى يمر المسلمون فيلقاهم فيقول من تعبدون فيقولون نعبد الله لا نشرك به شيئا فينتهرهم مرة أو مرتين فيقولون نعبد الله لا نشرك به شيئا فيقول هل تعرفون ربكم فيقولون سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه فعند ذلك يكشف عن ساق فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجدا ويبقى المنافقون ظهورهم طبق واحد كأنما فيها السفافيد فيقولون ربنا فيقول كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون ثم يأمر بالصراط فيضرب على جهنم فيمر الناس بأعمالهم زمرا أولهم كلمح البرق ثم تمر الريح ثم تمر الطير ثم تمر البهائم قال ثم كذلك حتى يجئ الرجل سعيا ثم يجئ الرجل مشيا حتى يكون آخرهم رجل يتلقى على بطنه فيقول يا رب أبطأت بي فيقول إنما بطأ بك عملك ثم يأذن الله في الشفاعة فيكون أول شافع يوم القيامة جبريل ثم إبراهيم خليل الله ثم موسى أقال عيسى قال سلمة لا أدرى أيهما قال ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وسلم رابعا لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه وهو المقام المحمود الذي وعده الله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا فليس من نفس إلا تنظر إلى بيت في الجنة وبيت في النار وهو يوم الحسرة قال فيرى أهل النار البيت الذي في الجنة فيقال لو عملتم ويرى أهل الجنة البيت الذي في
(٣١٥)