العلل - أحمد بن حنبل - ج ١ - الصفحة ٥٧
في كل المراكز العلمية المعروفة في ذلك العصر مثل الكوفة، والبصرة وبغداد والشام والحجاز ومصر كما يظهر من رحلاته الكثيرة وشيوخه الكثيرين حتى إنه في سفرة واحدة إلى البصرة كتب سبعين ألف حديث عدا حديث حماد بن سلمة والقعنبي حتى كن الدوري بالغ فيه مبالغة نادرة وقال: إنه يعد من أمثال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
ومع ذلك لا نكاد نجد له رواية في كتب الحديث المعروفة حتى قال الذهبي: ما أظنه، روى شيئا سوى حكايات (1).
وصف الإمام أحمد وهيئته:
روى الخطيب بإسناده عن محمد بن العباس بن الوليد النحوي قال:
رأيت أحمد بن حنبل رجلا حسن الوجه، ربعة من الرجال يخضب بالحناء خضابا، ليس بالقاني في لحيته شعرات سود، ورأيت ثيابه غلاظا إلا أنها بيض، ورأيته معتما عليه إزاره.
وذكره ابن الجوزي وغيره عن ابن جعفر بن ذريح العكبري: طلبت أحمد بن حنبل لأسأله عن مسألة، فسلمت عليه، وكان شيخا مخضوبا، طوالا أسمر، شديد السمرة.
وذكر ابن أبي حاتم عن عبد الملك الميموني يقول: ما أعلم أني رأيت أحدا أنظف ثوبا، ولا أشد تعاهدا لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أتقى ثوبا وشدة بياض من أحمد بن حنبل.
وقال أبو بكر المروذي: رأيت أبا عبد الله إذا كان في البيت كان عامة جلوسه متربعا خاشعا، فإذا كان برا (يعني خارجا) لم يكن يتبين منه

(١) تذكرة الحفاظ ٢: ٥٦١، وانظر مقدمة ثقات العجلي للأستاذ عبد العليم ص 54.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»