نظرا ما كنت تنظر إلي قبل هذا فقال محمد العجب العجب يا أمير المؤمنين لما تغير من حالك بعدنا فقال له عمر وهل بنت ذلك مني فقال له محمد بن كعب الامر أعظم من ذلك إلا أنه يكون استبان ذلك منك فقال له عمر يا بن كعب فكيف لو رأيتني بعد ثلاث وقد أدخلت قبري وقد خرجت الحدقتان فسألتا على الوجنتين وتقلصت الشفتان عن الأسنان وفتح الفم وارتفع البطن فعلي فوق صدري وخرج القصب من الدبر فقال محمد بن كعب يا عبد الله إن كنت قد ألهمت هذا الامر نفسك فانظر أن تنزل عباد الله عندك ثلاث منازل أما من هو أكبر منك فأنزله كأنه أب لك وأما من كان بسنك فأنزله كأنه أخ لك وأما من كان أصغر منك فأنزله كأنه بن لك فأي هؤلاء تحب أن تسئ إليه أو يرى منك بعض ما يكره قال عمر ولا إلى أحد منهم يا عبد الله أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال قال عمر بن عبد العزيز من جعل دينه عرضا للخصومات أكثر التنقل أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا عمر بن علي بن مقدم عن عبد ربه عن ميمون بن مهران قال كنت في سمر عند عمر بن عبد العزيز ليلة فتكلم فوعظ قال ففطن لرجل خذف بدمعته فسكت فقلت يا أمير المؤمنين إن الكلام فتنة وإن الفعل أولى بالمرء من القول أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا عمر بن علي بن مقدم عن عبد ربه عن ميمون بن مهران قال كنت ليلة في سمر عمر بن عبد العزيز فقلت يا أمير المؤمنين ما بقاؤك على ما أرى أنت بالنهار في حوائج الناس وأمورهم وأنت معنا الآن ثم الله أعلم ما تخلو عليه قال فعدى عن جوابي وقال يا ميمون إني وجدت لقي الرجال تلقيحا لألبابهم
(٣٧١)