تكون فيه خمس خصال عفيف حليم عالم بما كان قبله يستشير ذوي الرأي لا يبالي ملامة الناس أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبو المقدام هشام قال حدثني يحيى بن فلان قال قدم محمد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز قال وكان عمر حسن الجسم قال فجعل ينظر إليه نظرا شديدا لا يطرف قال فقال يا بن كعب ما لي أراك تنظر إلي نظرا لم تكن تنظر إلي قبل ذلك قال يا أمير المؤمنين عهدي بك حسن الجسم وأراك وقد اصفر لونك ونحل جسمك وذهب شعرك فقال يا بن كعب فكيف بك لو قد رأيتني في قبري بعد ثلاث وقد انتدرت الحدقتان على وجني وسال منخراي وفمي صديدا ودودا لكنت لي أشد نكرة أخبرنا شبابة بن سوار قال أخبرني عيسى بن ميمون قال أخبرنا محمد بن كعب القرظي قال قدمت على عمر بن عبد العزيز في خلافته فجعلت أديم النظر إليه فقال يا بن كعب إنك لتنظر إلي نظرا لم تكن تنظره إلي بالمدينة قال قلت أجل يا أمير المؤمنين إنه ليعجبني ما أرى مما قد نحل من جسمك وعفا من شعرك وحال من لونك فقال عمر فكيف لو قد رأيتني بعد ثلاثة في القبر وقد خرج الدود من منخري وسالت حدقتي على وجني فأنت حينئذ أشد نكرة ثم قال الحديث الذي حدثتني به عن بن عباس أعده علي قال فقلت حدثنا عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لكل شئ شرفا وأشرف المجالس ما استقبل به القبلة وإنما تجالسون بالأمانة ولا تيمموا بالنيام ولا بالمتحدثين ولا تستروا الجدر واقتلوا الحية والعقرب في الصلاة أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس المكي عن وهيب بن الورد قال بلغنا أن محمد بن كعب القرظي دخل على عمر بن عبد العزيز فرآه عمر يشد النظر إليه قال فقال له يا بن كعب إني لأراك تشد النظر إلي
(٣٧٠)