بالإفك عصبة منكم) نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بني المصطلق، وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة. ثم روى عن الباقر (عليه السلام) أن إبراهيم لما هلك وحزن عليه النبي (صلى الله عليه وآله) قالت له عائشة: ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح... الخبر كما مر (1).
وروى الاستيعاب عن أنس: أن رجلا كان يتهم بأم إبراهيم، فقال لعلي (عليه السلام):
إذهب فاضرب عنقه (إلى أن قال) وروى الأعمش هذا الحديث، وفيه قال علي للنبي (صلى الله عليه وآله): أكون كالسكة المحماة أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، ثم قال: هذا الرجل المتهم كان ابن عم مارية أهداه معها المقوقس، وذلك موجود في حديث سليمان بن أرقم عن الزهري، عن عروة، عن عائشة... الخ.
وللمفيد كتاب في هذا الخبر من إطلاق النبي (صلى الله عليه وآله) قتل القبطي بأنه كان لاعتماده على سداد أمير المؤمنين (عليه السلام) فيسقط تعلق الغلاة والمعتزلة والمفوضة وأصحاب الرأي ومخالفو الملة بالخبر في مقاصدهم (2).
وفي البلاذري: كان النبي (صلى الله عليه وآله) معجبا بمارية وكانت بيضاء جميلة جعدة الشعر، فأنزلها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالعالية في المال الذي يعرف ب " مشربة أم إبراهيم " وكان يختلف إليها هناك وضرب عليها الحجاب، وكان يطؤها فحملت وولدت، فقبلتها (3) سلمى مولاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاء زوجها أبو رافع مولى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فبشر بولادتها غلاما سويا، فوهب له عبدا وسماه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم سابعه " إبراهيم " وأمر فحلق رأسه أبو هند البياضي - من الأنصار - وتصدق بزنة شعره ورقا وعق عنه بكبش ودفن شعره في الأرض، وتنافست الأنصار في إبراهيم أيهم يحضنه وترضعه امرأته (إلى أن قال) وكان للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لقائح وقطعة غنم، فكانت مارية