قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٣٤٧
[196] نسيبة بنت كعب بن عمرو روى القمي في تفسيره أن النبي (صلى الله عليه وآله) نظر في أحد إلى رجل من المهاجرين قد ألقى ترسه خلف ظهره وهو في الهزيمة، فناداه: " يا صاحب الترس! ألق ترسك وفر إلى النار " فرمى بترسه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا نسيبة خذي الترس، فأخذت الترس وكانت تقاتل المشركين، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " لمقام نسيبة أفضل من مقام فلان وفلان " وكان ابنها عمارة معها فأراد أن ينهزم فقالت: يا بني! إلى أين تفر عن الله وعن رسوله؟ فردته، فحمل رجل على ابنها فقتله، فأخذت سيف ابنها فحملت على الرجل فضربته على فخذه فقتلته، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): بارك الله عليك يا نسيبة، وكانت تقي النبي (صلى الله عليه وآله) بيديها وصدرها وثدييها حتى أصابتها جراحات كثيرة، وكانت في غزواته تداوي الجرحى (1).
وفي البلاذري، قال الواقدي: شهدت نسيبة العقبة مع زوجها وشهدت أحدا وشهدت اليمامة، وورثت ابنها خبيب بن زيد الذي قطعه مسيلمة؛ وروي عن عمر قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما التفت يمينا وشمالا يوم أحد إلا رأيتها تقاتل دوني (2).
وفيه: خرجت يوم أحد معها بشن لها نسقي الجرحى وجرحت اثني عشر رجلا بسيف ورمح، وكانت في أول النهار تسقي المسلمين والدولة لهم، ثم قاتلت حين كر المشركون، فضربها ابن قميئة ضربة بالسيف على عاتقها، وقاتلت نسيبة يوم اليمامة فقطعت يدها وهي تريد مسيلمة لتقتله، قالت: فما كانت لي ناهية حتى رأيت الخبيث مقتولا وإذا ابني " عبد الله بن زيد المازني " يمسح سيفه بثيابه، فقلت:
أقتلته؟ قال: نعم، فسجدت شكرا لله (3).

(١) تفسير القمي: ١ / ١١٥.
(٢) أنساب الأشراف: ١ / ٢٥٠، ٣٢٦.
(٣) أنساب الأشراف: ١ / 325.
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 353 ... » »»
الفهرست