قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٣٢٨
تأذن لهما، فأتيا عليا فكلماه فأدخلهما عليها، فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط، فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام، فقال: يا حبيبة رسول الله، والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله، ألا أني سمعت أباك يقول: " لا نورث ما تركناه فهو صدقة " فقالت: أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعرفانه تقولان به؟ قالا: نعم، فقالت: نشدتكما الله! ألم تسمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
" رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني " قالا:
نعم، سمعناه من رسول الله، قالت: " فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأشكونكما إليه "، فقال أبو بكر: " أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة " ثم انتحب يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق وفاطمة تقول: والله! لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها (1).
هذا، وفي البلاذري: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - أي في مكة - يصلي فأطال السجود، فقال أبو جهل: أيكم يأتي جزورا لبني فلان قد نحرت اليوم بأسفل مكة فيجيء بفرثها فيلقيه على محمد، فانطلق عقبة بن أبي معيط فأتى بفرثها فألقاه على ما بين كتفيه وهو ساجد، فجاءت فاطمة (عليها السلام) فأماطت ذلك عنه ثم استقبلتهم تشتمهم فلم يرجعوا إليها شيئا (2).
وفيه - في أحد -: ورأت فاطمة (عليها السلام) ما بوجه النبي (صلى الله عليه وآله) فاعتنقته وبكت وجعلت تمسح الدم عن وجهه، وأتى علي (عليه السلام) بماء فجعلت تغسل وجهه فلم يرقأ الدم، حتى أحرقت قطعة حصير وأخذت رمادها فألصقته بالجرح (3).
وفيه، عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما ثقل ضمته فاطمة إلى صدرها وقالت:
واكرباه لكربك يا أبتاه! فقال (صلى الله عليه وآله): لا كرب على أبيك بعد اليوم (4).

(١) الإمامة والسياسة: ١٣.
(٢) أنساب الأشراف: ١ / ١٢٥.
(٣) أنساب الأشراف: ١ / ٣٢٤.
(٤) أنساب الأشراف: ١ / 552.
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»
الفهرست