قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٣١٧
يخسر المبطلون. ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون.
ثم انحرفت إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي تقول:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب قال: فما رأينا يوما كان أكثر باكيا ولا باكية من ذلك اليوم (1).
وروى أيضا مسندا: أنه لما بلغ فاطمة إجماع أبي بكر على منعها فدك لاثت خمارها وخرجت في حشدة نسائها ولمة من قومها، تجر أدراعها ما تخرم من مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا حتى وقفت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار، فأنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء، فلما سكتت فورتهم قالت: أبدأ بحمد الله، ثم أسبلت بينها وبينهم سجفا، ثم قالت:
الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم والثناء بما قدم من عموم نعم ابتدأها وسبوغ آلاء أسداها وإحسان منن والاها، جم عن الإحصاء عددها، ونأى عن المجازاة أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها، واستثن الشكر بفضائلها، واستحمد إلى الخلائق بإجزالها، وثنى بالندب إلى أمثالها، وأشهد ألا إله إلا الله كلمة جعل الإخلاص تأويلها، وضمن القلوب موصولها، وأتى في الفكر معقولها، الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الأوهام الإحاطة به، ابتدع الأشياء لا من شئ قبله، واحتذاها بلا مثال، لغير فائدة زادته إلا إظهارا لقدرته، وتعبدا لبريته، وإعزازا لدعوته، ثم جعل الثواب لطاعته، والعقاب على معصيته زيادة لعباده عن نقمته وحياشا لهم إلى جنته.
وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله، اختاره قبل أن يجتبله، واصطفاه قبل أن ابتعثه، وسماه قبل أن استنخبه، إذ الخلائق بالغيوب مكنونة وبستر الأهاويل مصونة وبنهاية العدم مقرونة، علما من الله عز وجل بمآئل الأمور، وإحاطة

(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست