قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٣٢٤
عهدا بعد أن كانا استأذنا عليها في مرضها ليعوداها، فأبت أن تأذن لهما، فلما طال عليهما المدافعة رغبا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في أن يستأذن لهما وجعلاها حاجة إليه، فكلمها أمير المؤمنين (عليه السلام) وألح عليها، فأذنت لهما في الدخول، ثم أعرضت عنهما عند دخولهما ولم تكلمهما، فلما خرجا قالت لأمير المؤمنين (عليه السلام): قد صنعت ما أردت وقالت: فإني أنشدك الله ألا يصليا على جنازتي ولا يقوما على قبري.
وروى أن أمير المؤمنين (عليه السلام) عمى (1) على قبرها ورش أربعين قبرا في البقيع ولم يرش على قبرها حتى لا يهتديا إليه، وأنهما عاتباه على ترك إعلامها بشأنها وإحضارهما للصلاة عليها (2).
ومر في أسماء بنت عميس: بأن أسماء منعت عائشة عن حضورها في غسلها فشكتها إلى أبي بكر أبيها، فقالت أسماء: إن فاطمة أوصت بذلك.
ومر في " عمر بن عبد العزيز " وفي " المأمون " في ردهما فدك اعترافهما بغاصبية أبي بكر في أخذها من فاطمة (عليها السلام) وظالميته، وكذلك شريك القاضي.
وروى باب مولد فاطمة الكافي عن الحسين (عليه السلام) قال: لما ماتت أمي دفنها أبي سرا وعفا على موضع قبرها، ثم قال: فحول وجهه إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال:
" السلام عليك يا رسول الله عني والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار لها الله سرعة اللحاق بك، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي، إلا أن في التأسي لي بسنتك في فرقتك موضع تعز ولقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت نفسك بين نحري وصدري وفي كتاب الله لي أنعم القبول، فإنا لله وإنا إليه راجعون، قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة وأخلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله، أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد وهم لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم كمد مقيح وهم مهيج، سرعان ما فرق بيننا، وإلى الله

(1) في نسخة من الشافي: عفى قبرها.
(2) الشافي: 4 / 114 - 115.
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»
الفهرست