قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٣١٥
وأين من قال القرآن فيه: (ونساءنا ونساءكم) ومن قال فيه: (من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا) وقال عز اسمه أيضا فيه: (وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) كما اعترف به إمامهم الثاني وإمامهم في التفسير، كما مر.
وإنما يقال لعامي أراد مقابلتها - كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لمعاوية: " إن منا سيدة نساء العالمين ومنكم حمالة الحطب " (1) -: منا سيدة نساء العالمين ومنكم منبوحة كلاب الحوأب وصاحبة الجمل الأدبب (2) ومنا بضعة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنكم المتظاهرة على النبي (صلى الله عليه وآله).
هذا، وروى " أحمد بن أبي طاهر البغدادي " في بلاغات نسائه: أنه لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة فدك، لاثت خمارها على رأسها، وأقبلت في لمة من حفدتها، تطأ ذيولها، ما تخرم من مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا، حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار، فنيطت دونها ملاءة، ثم أنت أنة أجهش القوم لها بالبكاء، وارتج المجلس، فأمهلت حتى سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم، فافتتحت الكلام بحمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة على رسوله (صلى الله عليه وآله) فعاد القوم في البكاء، فلما أمسكوا عادت في كلامها، فقالت: لقد جاءكم رسول من أنفسكم، عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تعرفوه تجدوه أبي دون آبائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم، فبلغ النذارة صادعا بالرسالة، مائلا على مدرجة المشركين، ضاربا لثبجهم، آخذا بكظمهم، يهشم الأصنام وينكث الهام، حتى هزم الجمع وولوا الدبر، وتفرى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن محضه ونطق زعيم الدين وخرست شقائق الشياطين، وكنتم على شفا حفرة

(1) نهج البلاغة: 387، الكتاب 28.
(2) تقدم في ص 291: الأدأب. وفي المصدر: الأذنب.
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست