قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ٣٢١
الغفاري من لم يعرفني فأنا جندب صاحب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا (1).
وروى سنن أبي داود عنه قال: ما لقيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا صافحني وبعث إلي يوما ولم أكن، فلما أخبرت أتيته فالتزمني، فكانت تلك أجود وأجود (2).
وروى ابن أبي الحديد، عن الواقدي في خبر قال عثمان: أشيروا علي في هذا الشيخ الكذاب! أضربه أو أحبسه أو أقتله أو أنفيه، فإنه فرق جماعة المسلمين، فتكلم علي (عليه السلام) وكان حاضرا، فقال: أشير عليك بما قال مؤمن آل فرعون: (فإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم به إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) فأجابه عثمان بجواب غليظ! وأجابه علي (عليه السلام) بمثله!
ولم يذكرهما تذمما.
وعنه أيضا في خبر قال أبوذر: قال لي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف تصنع إذا أخرجوك؟ قلت: آخذ سيفي، فقال: ألا أدلك على ما هو خير؟ انسق حيث ساقوك (إلى أن قال) والله! ليلقين الله عثمان وهو آثم في جنبي (3).
وفي الجزري، عن ابن مسعود قال: لما سار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون له: تخلف فلان، فيقول: دعوه إن يكن فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم الله منه، حتى قيل: تخلف أبوذر، فقال: ما كان يقوله، فتلوم أبوذر على بعيره فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره ثم خرج يتبع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ماشيا، ونظر ناظر من المسلمين، فقال: إن هذا الرجل يمشي على الطريق، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كن أباذر، فلما تأمله القوم قالوا:
هو والله أبوذر، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " يرحم الله أباذر، يمشي وحده ويموت وحده ويحشر وحده " فضرب الدهر من ضربه وسير أبوذر إلى الربذة. ومر في عثمان كما في اسمه.

(١) المعارف: ١٤٦.
(٢) سنن أبي داود: ٤ / ٣٥٤.
(٣) شرح نهج البلاغة: ٨ / 259 - 261.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»