قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ٣١٨
أعطه نخلتك، فقال: لا، فقال: أعطه إياها ولك بها عذق في الجنة، فقال: لا، فسمع بذلك أبو الدحداح، فقال لأبي لبابة: أتبيع عذقك ذلك بحديقتي هذه؟ قال: نعم، فجاء أبو الدحداحة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: النخلة التي سألت لليتيم إن أعطيته إياها ألي بها عذق في الجنة؟ قال: نعم، ثم قتل أبو الدحداحة شهيدا يوم أحد، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): رب عذق مذلل لأبي الدحداحة في الجنة. ولما نزلت: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) كان أبو الدحداح نازلا في حائط له هو وأهله فجاء إلى امرأته، فقال: أخرجي يا ام الدحداح فقد أقرضته الله تعالى، فتصدق بحائطه على الفقراء والمساكين.
[332] أبو الدرداء قال: هو عويمر بن عامر الخزرجي، وكذا عامر بن الحارث.
أقول: أبو الدرداء واحد اختلف في اسمه ونسبه، فقيل: عويمر بن عامر، وقيل: عامر بن مالك، وقيل: غير ذلك.
في الكشاف في قوله تعالى: (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) روي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لأبي الدرداء: إن فيك جاهلية! قال: جاهلية كفر أم إسلام؟ قال:
بل جاهلية كفر (1).
وفي الجزري ولي أبو الدرداء قضاء دمشق في خلافة عثمان، وتوفي قبل قتله بسنتين.
وفي أنساب البلاذري، قال قوم: آخى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بين أبي الدرداء وسلمان، وإنما أسلم سلمان في ما بين أحد والخندق، قال الواقدي: العلماء ينكرون المؤاخاة بعد بدر (2).
وفي تذكرة سبط ابن الجوزي، قال الترمذي: كان أبو الدرداء يقول: إن كنا

(١) تفسير الكشاف: ٣ / ٥٣٧.
(٢) أنساب الأشراف: ١ / 271.
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»