قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ٣٢٢
وفي الجزري: أسلم بمكة فكان رابع أربعة، وهو أول من حيى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بتحية الإسلام، بايع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على ألا تأخذه في الله لومة لائم وعلى أن يقول الحق وإن كان مرا، وكان يعبد الله قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بثلاث سنين.
وروى في الهجيع بن قيس، عنه قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من سره أن ينظر إلى عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر.
وروى سنن أبي داود عنه قال: قال النبي (عليه السلام): كيف أنتم وأئمة من بعدي يستأثرون هذا الفيء؟ قلت: إذن والذي بعثك بالحق! أضع سيفي على عاتقي ثم أضرب به حتى ألقاك، قال: أولا أدلك على خير من ذلك، تصبر حتى تلقاني (1).
والمراد بالأئمة المستأثرين بالفيء عثمان، كما صرح به في خبر الواقدي المتقدم، فالأصل فيهما واحد.
ومن المضحك! أن أبا داود نقل الخبر في باب الخوارج، فلا أدري هل جعل أباذر من الخوارج أم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
وروى الكافي في باب بعد باب " الاستدراج " أن رجلا قال لأبي ذر: مالنا نكره الموت؟ فقال: لأنكم عمرتم الدنيا وأخربتم الآخرة فتكرهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب، فقال له: فكيف ترى قدومنا على الله تعالى؟ فقال: أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله وأما المسئ فكالآبق يقدم على مولاه، قال: وكيف ترى حالنا عند الله؟ فقال: أعرضوا أعمالكم على كتاب الله أن الله تعالى يقول:
(إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم) فقال رجل: فأين رحمة الله؟
فقال: إن رحمة الله قريب من المحسنين.
وأن رجلا كتب إليه: أطرفني بشيء من العلم، فكتب إليه: إن العلم كثير ولكن إن قدرت أن لا تسيء إلى من تحبه فافعل، فقال له: وهل رأيت أحدا يسيء إلى من يحبه؟ فقال: نعم، نفسك أحب الأنفس إليك فإن أنت عصيت الله فقد أسأت إليها (2).

(١) سنن أبي داود: ٤ / ٢٤١.
(٢) الكافي: ٢ / 458.
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»