قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ١٨٠
يقول لبنيه: جالسوا أهل الدين والمعرفة، فإن لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس وأسلم، فإن أبيتم إلا مجالسة الناس فجالسوا أهل المروات، فإنهم لا يرفثون في مجالسهم " فما حكاه هذا الرجل عن الإمام (عليه السلام) في باب الكتاب مالا يليق به، إذ كانوا (عليهم السلام) منزهين عن البذاء والرفث والسفه. وتكلم عن الأحاديث الأخر بما يشاكل هذا (1).
وروى الحلي في مستطرفاته من جامع البزنطي: عن علي بن سليمان، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن محمد بن الفضيل البصري قال: نزل بنا أبو الحسن (عليه السلام) بالبصرة ذات ليلة فصلى المغرب فوق سطحه فسمعته يقول في سجوده بعد المغرب: " اللهم العن الفاسق ابن الفاسق " فلما فرغ من صلاته قلت له:
أصلحك الله، من هذا الذي لعنته في سجودك؟ فقال: هذا يونس مولى ابن يقطين.
فقلت له: إنه قد أضل خلقا كثيرا من مواليك، أنه كان يفتيهم عن آبائك (عليهم السلام) أنه لا بأس بالصلاة بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وبعد العصر إلى أن تغيب الشمس، فقال: كذب لعنه الله! على أبي، أو قال: على آبائي، وما عسى أن يكون قيمة عبد من أهل السواد (2).
وروى الأمالي صحيحا، عن علي بن مهزيار كتب إلى أبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك! اصلي خلف من يقول بالجسم، وخلف من يقول بقول يونس - يعني ابن عبد الرحمن -؟ فكتب (عليه السلام): لا تصلوا خلفهم ولا تعطوهم الزكاة وأبرؤوا منهم برئ الله منهم (3).
وقال العلامة: مات يونس سنة ثمان ومائتين.
وقال المفيد في عيون المعجزات (4): لما قبض الرضا (عليه السلام) كان سن

(١) الكشي: ٤٨٤ - ٤٩٧.
(٢) السرائر: ٣ / ٥٨٠.
(٣) أمالي الصدوق: ٢٢٩، المجلس السابع والأربعون ح ٣.
(٤) كذا في تنقيح المقال أيضا، ولم نقف على هذا الكتاب في عداد مصنفاته رحمة الله، إلا ان البحار ذكره وذكر الخبر دون أن ينسبه إليه، انظر بحار الأنوار: ٥٠ / 99.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»