تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٧

____________________
الفتاوى والمشاورة. فورد الكوفة، فنزل. وزار أمير المؤمنين (عليه السلام)، ورآى في ناحية رجلا، وحوله جماعة، فلما فرغ من زيارته قصدهم، فوجدهم شيعة فقهاء، ويسمعون من الشيخ، فسألهم عنه، فقالوا: هو أبو حمزة الثمالي.
قال فبينما نحن جلوس إذ أقبل إعرابي، فقال: جئت من المدينة، وقد مات جعفر بن محمد (عليهما السلام). فشهق أبو حمزة، وضرب بيده الأرض. ثم سأل الأعرابي:
هل سمعت له بوصية؟ قال: أوصى إلى ابنه عبد الله، وإلى ابنه موسى، وإلى المنصور، فقال أبو حمزة: الحمد لله الذي لم يضلنا، دل على الصغير، ومن على الكبير، وستر الأمر العظيم. ووثب إلى قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، فصلى، وصلينا.
ثم أقبلت عليه، وقلت له: فسر لي ما قلته؟ فقال: بين أن الكبير ذو عاهة، ودل على الصغير بأن أدخل يده مع الكبير، وستر الأمر بالمنصور، حتى إذا سأل المنصور من وصيه؟ قيل: أنت، - إلى أن ذكر تشرف أبي جعفر الخراساني إلى حضرة الإمام الكاظم (عليه السلام) بالمدينة، وأنه قدم أموال أهل خراسان ومسائلهم، وفيها ما أهداه الشطيطة النيسابورية إليه، وأنه أمره بتبليغه السلام إليها إلى أن قال (عليه السلام) له: - " ألم يقل لك أبو حمزة الثمالي بظهر الكوفة وأنتم زوار أمير المؤمنين (عليه السلام)، كذا وكذا "؟ قلت: نعم. قال:
" كذلك يكون المؤمن إذا نور الله قلبه كان علمه بالوجه... "، الحديث (1).
وقال ابن شهرآشوب في مغيبات الإمام الكاظم (عليه السلام) من مناقبه: أبو علي بن راشد وغيره، في خبر طويل: أنه اجتمعت العصابة الشيعة بنيسابور، واختاروا محمد بن علي النيسابوري، فدفعوا إليه ثلاثين ألف دينار، وخمسين ألف درهم،

(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 265 267 268 269 272 273 276 ... » »»