تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٢

____________________
أصول الكافي (1)، وأن أباه الإمام السجاد (عليه السلام) كان يتمنى حملة لعلومه، فروى الصفار في بصار الدرجات، في الصحيح، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
سمعته يقول: " إن أبي (عليه السلام) نعم الأب، رحمة الله عليه، يقول: لو وجدت ثلاثة رهط أستودعهم العلم، وهم أهل لذلك، لحدثت بما لا يحتاج فيه بعدي إلى حلال ولا حرام، وما يكون إلى يوم القيامة " (2).
قلت: قد روى أبو حمزة عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) شيئا كثيرا، في المعارف والأصول، والإمامة، والفقه، والتفسير، والسنن، والفتن والملاحم، وأخبار الغيبة، وغيرها، بل روى عنه (عليه السلام) في الأسرار، وما لا يتحمله ساير الناس، كما روى عنه، وعن أبيه السجاد (عليهما السلام) حديث إتيان الملائكة في بيوت الأئمة من آل محمد (عليهم السلام)، بل في رواية الصفار في بصائر الدرجات بإسناده، عن أبي حمزة الثمالي، قال: دخلت على علي بن الحسين (عليهما السلام) - إلى أن قال: - فقلت: جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقط أي شئ؟ فقال: " فضلة من زغب الملائكة نجمعه، إذا جاؤونا، نجعله سخايا لأولادنا ". قال: قلت له: جعلت فداك، وإنهم ليأتونكم؟ قال: " يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على تكأتنا " (3).
وأيضا فيما رواه بعده بأسانيد صحاح، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام): " إن الملائكة لتزاحمنا على تكأتنا، وإنا لنأخذ من زغبهم، فنجعله

(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 265 267 268 269 ... » »»