وهذه الروايات ضعيفة الاسناد جدا، على أن الثانية منهما فيها تهافت.
وتناقض. ولو صحت فهي لا تزيد على الروايات الذامة الواردة في حق زرارة.
ومحمد بن مسلم، وبريد وأضرابهم.
وروى الصدوق - قدس سره - مرسلا أن الحسن سلام الله عليه لما صار في مظلم ساباط، ضربه أحدهم بخنجر مسموم، فعمل فيه الخنجر، فأمر عليه السلام أن يعدل به إلى بطن جريحي، وعليها عم المختار بن أبي عبيدة مسعود ابن قيلة، فقال المختار لعمه: تعال حتى نأخذ الحسن ونسلمه إلى معاوية فيجعل لنا العراق، فنظر بذلك الشيعة من قول المختار لعمه، فهموا بقتل المختار فتلطف عمه لمسألة الشيعة بالعفو عن المختار ففعلوا.
وهذه الرواية لارسالها غير قابلة لاعتماد عليها، على أن لو صحت لأمكن أن يقال إن طلب المختار هذا لم يكن طلبا جديا، وإنما أراد بذلك أن يستكشف رأي عمه، فإن علم أن عمه يريد ذلك لقام باستخلاص الحسن عليه السلام.
فكان قوله هذا شفقة منه على الحسن عليه السلام.
وقد ذكر بعض الأفاضل أنه وجد رواية بذلك عن المعصوم عليه السلام.
نعم تقدم في ترجمة محمد بن أبي زينت رواية صحيحة. وفيها كان أبو عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام قد ابتلي بالمختار، وقد ذكر في تلك الرواية رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار سلام الله عليهم وأن كلا منهم كان مبتلى بكذاب يكذب عليه.
ولكن هذه الرواية لعل فيها تحريفا، فإن المختار بن أبي عبيدة كان في الكوفة، والحسين بن علي عليهما السلام كان بالمدينة، ولم ينقل ولا بخبر ضعيف كذب من المختار بالنسبة إلى الحسين عليه السلام وغير بعيد أن المختار الذي كان يكذب على الحسين عليه السلام أن يكون رجلا آخر غير المختار بن أبي عبيدة.