أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٨٦
وما أدري والله ماذا يقول مصححو هذا الحديث فيما فعله هذا النبي من تعذيب النمل بالنار؟ مع قول رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يعذب بالنار إلا الله وقد أجمعوا على أنه لا يجوز الاحراق بالنار للحيوان مطلقا إلا إذا أحرق انسان انسانا فمات بالاحراق فلوليه الاقتصاص باحراق الجاني وسواء في منع الاحراق بالنار النمل وغيره من سائر الحيوانات للحديث المشهور (لا يعذب بالنار إلا الله) (1).
وأخرج أبو داود باسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وآله نهى عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد.
* (13 - سهو النبي عن ركعتين) * أخرج الشيخان فيما جاء في السهو من صحيحيهما عن أبي هريرة قال صلى النبي إحدى صلاتي العشي وأكثر ظني العصر (2) ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يده عليها (3) وفيهم أبو بكر وعمر فهابا ان يكلماه وخرج سرعان الناس فقالوا: أقصرت الصلاة؟ ورجل يدعوه النبي ذو اليدين (4) فقال: أنسيت أم قصرت؟ فقال: لم انس ولم تقصر! قال: بلى

(1) نقله النووي في شرح هذا الحديث ص 6 من الجزء 11 من شرح صحيح مسلم المطبوع في هامش شرح صحيح البخاري.
(2) ما أروع أبا هريرة! وأحوطه في حديثه، الا تراه كيف لم يجزم انها العصر ولم يعول على ظنه!.
(3) ورع أبي هريرة في حديثه يتمثل للناظرين بذكر هذه الخشبة ووضع النبي يده عليها إذ لا دخل لهما في موضوع هذا الكلام ولا في حكمه وانما دعاه إلى ذكرها الاحتياط بنقل الوقائع بجميع حذافيرها؟.
(4) كذا في صحيح البخاري ولعل الصواب ذا اليدين.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»