وهذا مما لا يجوز على رسول الله صلى الله عليه وآله ولا على غيره من الأنبياء ولا على أوصيائهم عليهم السلام. ولعل أبا هريرة انما اخذه عن اليهود (1) بواسطة صديقه كعب الأحبار أو غيره، فان مضمون هذا الحديث إنما هو عين الفقرة السابعة والعشرين من الأصحاح الأول من اصحاحات التكوين من كتاب اليهود - العهد القديم - واليك نصها بعين لفظة قال: فخلق الله الانسان على صورته، على صورة الله خلقه ذكرا وأنثى خلقهم اه.
تقدس الله عن الصورة والكيفية والشبيه. وتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وربما تأولوا الحديث فارجعوا ضمير صورته إلى آدم نفسه لا إلى الله تبارك وتعالى فيكون المعنى ان الله عز وعلا خلقه في الجنة على صورته التي كان عليها بعد هبوطه منها إذ أنشأه تاما مستويا طوله ستون ذراعا وعرضه سبعة أذرع لم يتغير من حال إلى حال. ولم يتطور أطوارا مختلفة كذريته فلم يكن نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما كسيت لحما ثم جنينا ثم رضيعا ثم فطيما ثم مراهقا ثم رجلا حتى تم طوله وعرضه. بل خلقه دفعة واحدة على صورته التي رآه عليها بنوه في الأرض.
هذا غاية ما يمكن أن يقوله أهل التنزيه في تأويل هذا الحديث لولا وروده عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: خلق آدم على صورة الرحمن (2) ومجيؤه من