أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٥١
ألم يصم الأنبياء بما لا يجوزه عليهم شرع ولا عقل؟ حتى روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: نحن أحق بالشك من إبراهيم، وروى عن لوط ما يستلزم ضعف ثقته بالله تعالى.
ألم يتسور على آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى بما يجب تنزيههم عنه؟.
ألم ينسب إلى كليم الله ونجيبه موسى عليه السلام: انه لطم ملك الموت ففقأ عينه وانه اشتد يركض مرة وهو عريان فمر على بني إسرائيل فنظروا إلى سوأته؟
ألم يحدث عن الله عز وجل بما لا يجوز عليه شرعا ولا عقلا؟ كقوله؟
لا تمتلئ جهنم حتى يضع الله رجله فيها؟ وكقوله في حديث أهل المحشر: فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربكم فيقولون: نعوذ بالله منك ثم يأتيهم في الصورة التي يعرفون! فيقولون: أنت ربنا؟ وكقوله: خلق آدم على صورة الرحمن! وقوله: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا في سبعة أذرع عرضا؟
إلى كثير مما ستسمعه في الفصل الآتي من هذه الفظائع التي تقطع البلعوم فما باله يحدث بها مطمئنا كل الاطمئنان؟. بل ممتنا بها على الأمة كل الامتنان وقد حدث بالخرافات، فلم يرجم يحجر، ولم يرم بقشع ولا بعر كما يعلمه من ألم بأحواله، ولكن منينا بقوم لا ينصفون، فانا لله وانا إليه راجعون.
* * * ومما نلفت إليه أولى النظر من كل بحاثة: ان أبا هريرة كان يقول (1):

(١) فيما حدث به وهب بن منبه عن أخيه همام عن أبي هريرة، وأخرجه البخاري في باب كتابة العلم من كتاب العلم ص ٢٢ من الجزء الأول من صحيحه.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»