ولا يخفى انه قطع بهذا على أوليائه خط الرجعة إلى كل من التأويلين فإنك تعلم أنه لا يصح ارجاع الضمير في صورته إلى آدم في كل من الروايتين بل لا بد من ارجاعه إلى الله عز وجل ليستقم الكلام، ويصح تعليل النهي عن ضرب الوجه وتقبيحه (1) وتعلم أيضا ان خلق آدم حيا سميعا بصيرا متكلما عالما مريدا كارها لا يوجب اختصاص الوجه بالصون دون باقي الجوارح، فحمل تينك الروايتين على واحد من ذينك التأويلين مما لا وجه له بل لا يكون للروايتين معنى إلا إذا أريد بهما صون وجه الانسان، لكونه يشبه وجه الله. تعالى الله وتقدست ذاته وصفاته وأسماؤه.
ولذلك تحير المحققون من أهل التنزيه من الجمهور، وتوقفوا في معاني هذه الأحاديث كلها. وأحالوا العلم بالمراد منها إلى الله تعالى الذي أحاط بكل شئ علما، كما صرح به شارحوا الصحيحين عند انتهائهم إلى هذا الحديث من شروحهم فراجع (2).
* تنبيهان * (أحدهما): انه إذا كان طول آدم ستين ذراعا يجب مع تناسب أعضائه